15 يونيو 2010

معاناة تلاميذ السوادس بالعالم القروي يوم الامتحان


يستدعى تلاميذ السوادس كل سنة لاجتياز الامتحان، يعانون في ذلك مشقة زائدة، كان بالإمكان تفاديها أو التخفيف من وطأتها لو أن كل طرف قام بمسؤوليته ،فغالبا ما يستيقظ التلاميذ دلك اليوم بعد الفجر  ،ليلتحقوا بمراكز الامتحان . هده الأخيرة تحدد بالوحدة المركزية ،حيث توجد الإدارة ،وأكثر الدواوير التي توجد بها الفرعيات  تبعد عن الوحدة المركزية بثلاث كيلومترات فما فوق  وقد تصل إلى أربعين كيلومترا ،بسبب سوء التقطيع الإداري ،فلكم أن تتصوروا تلميذا لا يزيد عمره عن اثني عشر سنة يقطع مسافة بضعة كيلومترات في صبيحة الامتحان، كيف ستكون حالته الفزيلوجية من الجوع والإرهاق ،فضلا عن الخوف والقلق ،لأنه تم نقله من دواره ؟



إن محطة الامتحان بهذه الظروف تشجع على الهذر المدرسي فنسبة كبيرة من التلاميذ وخصوصا الإناث لا يلتحقن أصلا بالامتحان لظروف أمنية وقد يكن منهن النجيبات ، فما فائدة إعداد الداخليات و بناء دار الطالبات إذا لم تجد من يلتحق بها ، بسبب تخلف التلميذات خصوصا عن اجتياز الامتحان .

إن الوزارة الوصية يجب أن تلتفت لخطورة الأمر في السنوات المقبلة وتشرك معها بقية الأطراف، لأن التعليم قضية المجتمع كله .        
إن أكثر التلاميذ في العالم القروي يترقبون يوم الامتحان  وكأنه يوم القيامة من شدة المعانات التي يقاسونها  جوعا: حيث يظلون اليوم بعيدين عن ديارهم ،وقلقا: حيث شكل الامتحان والإجراءات المصاحبة له لم يعتادونها خلال السنة، وبالرغم من كل هده الجعجعة ، يتم تنقيل التلاميذ بمعدلات جد متدنية لان الخريطة المدرسية فرضت عددا معينا ،إن الأستاذ الذي لازمهم طيلة السنة، بإمكانه أن يحدد الذين يستحقون النجاح من غيرهم ،إذا كانت الأطراف المسؤولة عاجزة عن التصدي لهذه الصعوبات التي اشرنا إليها ،وخصوصا الجماعات القروية والسلطات المحلية وجمعيات الآباء دون إن ننسى الوزارة الوصية .وإلا يجب أن يعطى ليوم الامتحان الاهتمام الذي يستحقه ، فتخصص ميزانية لضمان تنقل التلاميذ إلى مراكز الامتحان أو تعبا الجهود من قبل السلطات المحلية والجماعات القروية كما تفعل يوم الانتخابات ،فالتعليم دعامة أساسية لتحقيق التنمية البشرية . 

عبد الوهاب الدر فوف  / بنيونس شعبي

ليست هناك تعليقات: