الهجمة الشرسة على المناهج التعليمية العربية من قبل الليبراليين العرب الجدد، والمطالبة بتغييرها بدعوى رجعيتها وتخلفها عن مسايرة ركب التطور والتنمية، أو بعذر أن تعليمنا تمييزي إقصائي ودعائي تمجيدي، هل هو حلم وردي يهدف إلى رفع مستوى تلك المناهج وتحسين مخرجات التعليم، هل المسألة ردم للتخبط الدراسي وإزالة لشبح البطالة، أم أن المسألة أكبر وأخبث من ذلك، وما شعار تحسين مخرجات التعليم إلا رأس جبل الجليد فقط؟
هل صحيح أن التيارات الإسلامية تتخوف من هذا المشروع الليبرالي العربي، بسبب جهلها له، والإنسان عدو ما يجهل، أم أن الحقيقة هي العكس؟ أنا لن أطيل في هذه الجزئية وإنما سوف أسرد نقاطا للمسودة الأولى لمانيفستو الليبراليين الجدد، والمذكورة في كتب شاكر النابلسي، وهو واحد من مفكري الصف الأول لهذا التيار.. يقول فيها: 1- إخضاع المقدس! للنقد العميق. 2- اعتبار الأحكام الشرعية أحكاما وضعت لزمانها ومكانها، وليست أحكاما عابرة للتاريخ، كما يدعي رجال الدين، ومثالها الأكبر حجاب المرأة وميراث المرأة وشهادة المرأة. 3- تحرير النفس العربية من ماضيها ومن حكم الأسلاف. 4- الإيمان بالتطبيع السياسي والثقافي مع الأعداء! وهذا غيض من فيض أفكار هذا التيار.
هل التيار الإسلامي يبالغ في التحذير، وأن فوبيا الليبرالية تتقمصه من غير داع لذلك؟ هل المسألة عداوة بسبب جهل أفكار الطرف الآخر، أم أن الأمانة تستدعي القول إن التيار الإسلامي يشكك في مشروع الليبراليين، لأنه يعرف أفكارهم معرفة العالم، ويتخوف منها لأنها ترديد لصدى صوت الإدارة الأميركية في المنطقة!
لماذا لا نسمع بالتطوير والتغيير إلا في العلوم الإنسانية، وعلى الأخص مواد الشريعة الإسلامية، وقلم التغيير والتطوير مرفوع عن العلوم التطبيقية؟
هل المسألة ترديد عصري لمقولة القس زويمر «المدارس أحسن ما يعول عليه المبشرون في التحكم بالمسلمين».
هل الحضارة الغربية، وعلى رأسها أميركا غيرت سياستها في عدم نقل التكنولوجيا التي قيل عنها «إن الحضارة الغربية لن تمنحنا السر التقني للتركيبة المعدنية لمادة الترس التي جعلتها متفوقة مهما أغدقنا عليها من المال».
هل المسألة «فصل الدين عن التعليم»، بعد أن تحقق هدف «فصل الدين عن السياسة» لنصل إلى الدمار الشامل «بفصل الدين عن الحياة».
ما دخل تحسين مخرجات التعليم ورفع مستوى المناهج بمحاربة آيات بينات محكمات، تفضح مكر وحقد ودسائس اليهود؟
لماذا يراد منا أن نصدق أن رفع الكفاءة لمناهجنا التعليمية يتطلب ترويض الشعور الديني لدينا؟
هل نزع فتيل الكراهية التي في قلوبنا لمن دنس مقدساتنا، واحتل أراضينا، وقتل أمهاتنا، له علاقة برفع درجة الإصلاح التعليمي لدينا؟
هل صحيح أن رفعنا وانتزاعنا من مدرجات العالم الثالث، والحجز لنا في مدرجات العالم الأول، يعتبر فرض عين على الإدارة الأميركية تسعى إليه بيدها وتعض عليه بنواجذها.
لماذا لا يتم الإصلاح والتطوير التعليمي العربي إلا بوجود مخبر تربوي أميركي يتابع «الترويض» آسف أقصد «التغيير» عن كثب؟!
لماذا لا يقوم المخبر الأميركي ومعه زمرة الليبراليين العرب الجدد بتوجيه عيونهم لمناهج بنت العم الدولة الدينية العبرية، هل هناك تعصب وانغلاق واستعلاء وتضخيم للذات وكراهية للآخر أكبر وأقسى وأشد من الاستعمار الاستيطاني الاحتلالي وثقافته وتعليمه الذي تقوم به "بنت الشيطان" إسرائيل، هل هناك تعليم تمييزي أو إقصائي أكبر من التعليم الإسرائيلي الذي يرفض حتى الآن أن يقر أو يعترف -حتى من ناحية المبدأ- أن تقوم دولة علمانية واحدة على أرض يهودا والسامرة تتكون من قوميتين ودينين.
هل هناك تعليم دعائي أو تمجيدي أكبر من التعليم اليهودي الإسرائيلي الذي يعتنق مبدأ الصفاء العرقي، وأن اليهود قاطبة هم شعب الله المختار، ولهم الحق في إزاحة وإبادة السكان الأصليين والاستيطان مكانهم في الأرض الموعودة!!
لماذا الضحك على ذقون الشارع الإسلامي يا زمرة الليبراليين الجدد، وادعاء أن أجندتكم هي الرؤوف الرحيم على تطوير منظومتنا التعليمية!
في الحقيقة إن هذا التغيير والتطوير يهدف لطمس خيالات صلاح الدين وحطين من ذاكرة أطفالنا، يهدف لنزع سورة الإسراء وشجرة الغرقد وشرقي النهر من مخيلاتنا.
يهدف لتفجير الإيمان بشعار «ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة»، ومقولة «يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي تعال فاقتله».
إن هذا التغيير والتطوير يريد أن يهدم الحد الفاصل بين الولاء والبراء في قلوبنا.
يهدف لحقن أطفالنا بمصل الدم البارد، حتى يرى راية الدولة العبرية ترفرف عالياً، وراية الوحدة والحمية الإسلامية تسقط في الوحل ولا يحرك ساكناً.
وصدق المؤرخ الإنجليزي «توينبي» الذي قال وهو يصف الغرب «إن الغرب يبحث عن عدو لكي يشبع النفسية الغربية التي تقوم على (التحدي)، حيث إن الغرب بنى فلسفته في البقاء على هذه النظرية».
فهل نسكت للتحدي ونقول رحم الله «أميركا» التي أهدت إلي عيوبي!
أم نرفع بدورنا راية التحدي ونقول «بيدي لا بيد عمرو!» ونطور مناهجنا التعليمية بما لا يمس ثوابتنا الدينية، فلا خير في تطوير «يخجل» من «العقل الجمعي الإسلامي»، ولا بركة في تغيير ينزع منا أقوى ما عندنا، ألا وهي «القوة الروحية».
وفي الأخير فإن الحضارة الغربية، وعلى رأسها أميركا، لن تبيع لنا «القوة المادية»، ولو دفعنا مال قارون لها.. وإنما هي تريد أن نبيع نحن لها «قوتنا المعنوية» بعرض من الحياة قليل!!
وزبدة القول إن تعليق توجس الشارع الإسلامي من أفكار التيار الليبرالي على شماعة الجهل بمشروع الآخر أصبحت تهمة ساقطة منذ البداية، لأن أفكار وأجندة الليبراليين معروضة على قارعة الطريق، وهم يجهرون بها بعناد منقطع النظير، فلماذا التدليس على العامة بادعاء العصمة في سبب هذا التطوير، لماذا لا تتفضل شخوص هذا التيار بنزع التعارض الظاهر بين أجندة تطويرهم وبين ما ينفع المسلمين.. والسلام.
هل صحيح أن التيارات الإسلامية تتخوف من هذا المشروع الليبرالي العربي، بسبب جهلها له، والإنسان عدو ما يجهل، أم أن الحقيقة هي العكس؟ أنا لن أطيل في هذه الجزئية وإنما سوف أسرد نقاطا للمسودة الأولى لمانيفستو الليبراليين الجدد، والمذكورة في كتب شاكر النابلسي، وهو واحد من مفكري الصف الأول لهذا التيار.. يقول فيها: 1- إخضاع المقدس! للنقد العميق. 2- اعتبار الأحكام الشرعية أحكاما وضعت لزمانها ومكانها، وليست أحكاما عابرة للتاريخ، كما يدعي رجال الدين، ومثالها الأكبر حجاب المرأة وميراث المرأة وشهادة المرأة. 3- تحرير النفس العربية من ماضيها ومن حكم الأسلاف. 4- الإيمان بالتطبيع السياسي والثقافي مع الأعداء! وهذا غيض من فيض أفكار هذا التيار.
هل التيار الإسلامي يبالغ في التحذير، وأن فوبيا الليبرالية تتقمصه من غير داع لذلك؟ هل المسألة عداوة بسبب جهل أفكار الطرف الآخر، أم أن الأمانة تستدعي القول إن التيار الإسلامي يشكك في مشروع الليبراليين، لأنه يعرف أفكارهم معرفة العالم، ويتخوف منها لأنها ترديد لصدى صوت الإدارة الأميركية في المنطقة!
لماذا لا نسمع بالتطوير والتغيير إلا في العلوم الإنسانية، وعلى الأخص مواد الشريعة الإسلامية، وقلم التغيير والتطوير مرفوع عن العلوم التطبيقية؟
هل المسألة ترديد عصري لمقولة القس زويمر «المدارس أحسن ما يعول عليه المبشرون في التحكم بالمسلمين».
هل الحضارة الغربية، وعلى رأسها أميركا غيرت سياستها في عدم نقل التكنولوجيا التي قيل عنها «إن الحضارة الغربية لن تمنحنا السر التقني للتركيبة المعدنية لمادة الترس التي جعلتها متفوقة مهما أغدقنا عليها من المال».
هل المسألة «فصل الدين عن التعليم»، بعد أن تحقق هدف «فصل الدين عن السياسة» لنصل إلى الدمار الشامل «بفصل الدين عن الحياة».
ما دخل تحسين مخرجات التعليم ورفع مستوى المناهج بمحاربة آيات بينات محكمات، تفضح مكر وحقد ودسائس اليهود؟
لماذا يراد منا أن نصدق أن رفع الكفاءة لمناهجنا التعليمية يتطلب ترويض الشعور الديني لدينا؟
هل نزع فتيل الكراهية التي في قلوبنا لمن دنس مقدساتنا، واحتل أراضينا، وقتل أمهاتنا، له علاقة برفع درجة الإصلاح التعليمي لدينا؟
هل صحيح أن رفعنا وانتزاعنا من مدرجات العالم الثالث، والحجز لنا في مدرجات العالم الأول، يعتبر فرض عين على الإدارة الأميركية تسعى إليه بيدها وتعض عليه بنواجذها.
لماذا لا يتم الإصلاح والتطوير التعليمي العربي إلا بوجود مخبر تربوي أميركي يتابع «الترويض» آسف أقصد «التغيير» عن كثب؟!
لماذا لا يقوم المخبر الأميركي ومعه زمرة الليبراليين العرب الجدد بتوجيه عيونهم لمناهج بنت العم الدولة الدينية العبرية، هل هناك تعصب وانغلاق واستعلاء وتضخيم للذات وكراهية للآخر أكبر وأقسى وأشد من الاستعمار الاستيطاني الاحتلالي وثقافته وتعليمه الذي تقوم به "بنت الشيطان" إسرائيل، هل هناك تعليم تمييزي أو إقصائي أكبر من التعليم الإسرائيلي الذي يرفض حتى الآن أن يقر أو يعترف -حتى من ناحية المبدأ- أن تقوم دولة علمانية واحدة على أرض يهودا والسامرة تتكون من قوميتين ودينين.
هل هناك تعليم دعائي أو تمجيدي أكبر من التعليم اليهودي الإسرائيلي الذي يعتنق مبدأ الصفاء العرقي، وأن اليهود قاطبة هم شعب الله المختار، ولهم الحق في إزاحة وإبادة السكان الأصليين والاستيطان مكانهم في الأرض الموعودة!!
لماذا الضحك على ذقون الشارع الإسلامي يا زمرة الليبراليين الجدد، وادعاء أن أجندتكم هي الرؤوف الرحيم على تطوير منظومتنا التعليمية!
في الحقيقة إن هذا التغيير والتطوير يهدف لطمس خيالات صلاح الدين وحطين من ذاكرة أطفالنا، يهدف لنزع سورة الإسراء وشجرة الغرقد وشرقي النهر من مخيلاتنا.
يهدف لتفجير الإيمان بشعار «ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة»، ومقولة «يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي تعال فاقتله».
إن هذا التغيير والتطوير يريد أن يهدم الحد الفاصل بين الولاء والبراء في قلوبنا.
يهدف لحقن أطفالنا بمصل الدم البارد، حتى يرى راية الدولة العبرية ترفرف عالياً، وراية الوحدة والحمية الإسلامية تسقط في الوحل ولا يحرك ساكناً.
وصدق المؤرخ الإنجليزي «توينبي» الذي قال وهو يصف الغرب «إن الغرب يبحث عن عدو لكي يشبع النفسية الغربية التي تقوم على (التحدي)، حيث إن الغرب بنى فلسفته في البقاء على هذه النظرية».
فهل نسكت للتحدي ونقول رحم الله «أميركا» التي أهدت إلي عيوبي!
أم نرفع بدورنا راية التحدي ونقول «بيدي لا بيد عمرو!» ونطور مناهجنا التعليمية بما لا يمس ثوابتنا الدينية، فلا خير في تطوير «يخجل» من «العقل الجمعي الإسلامي»، ولا بركة في تغيير ينزع منا أقوى ما عندنا، ألا وهي «القوة الروحية».
وفي الأخير فإن الحضارة الغربية، وعلى رأسها أميركا، لن تبيع لنا «القوة المادية»، ولو دفعنا مال قارون لها.. وإنما هي تريد أن نبيع نحن لها «قوتنا المعنوية» بعرض من الحياة قليل!!
وزبدة القول إن تعليق توجس الشارع الإسلامي من أفكار التيار الليبرالي على شماعة الجهل بمشروع الآخر أصبحت تهمة ساقطة منذ البداية، لأن أفكار وأجندة الليبراليين معروضة على قارعة الطريق، وهم يجهرون بها بعناد منقطع النظير، فلماذا التدليس على العامة بادعاء العصمة في سبب هذا التطوير، لماذا لا تتفضل شخوص هذا التيار بنزع التعارض الظاهر بين أجندة تطويرهم وبين ما ينفع المسلمين.. والسلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق