28 أغسطس 2010

في ندوة حول "البناء الاجتماعي ومنظومة القيم"

 قال العلامة مصطفى بنحمزة إن الإنسان بموجب التربية الإسلامية له شقين من الفرائض(عينية وكفائية)، ومن ثم كانت الروح الجماعية جزء لا يتجزأ من كيان الأمة، مضيفا أن القرآن  يخاطب الجماعة وليس الأفراد(يا أيها الذين آمنوا) (وكذلك جعلناكم أمة وسطا). وخلال ندوة علمية بالمركب الثقافي بوجدة يوم الخميس 15 رمضان 1431هـ ، أكد بنحمزة بأن الإنسان وإن كان يعبد الله بنفسه، فإنه يفعل ذلك ضمن جماعة (إياك نعبد).وبذلك يكون الإنسان في الإسلام مسؤولا مرتين: عن نفسه وعن الجماعة، إلى أن تتوفر كل ضرورات الأمة  كنشر العلم وتوفير الطب للجميع... وأوضح رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة بأن مؤسسة الوقف في المغرب كانت من أنشط المؤسسات وأرقاها ، وقد أدت قديما مجموعة من الأدوار التي تقوم بها البلدية اليوم كمد قنوات الصرف الصحي و السواقي و العناية بالمرضى والحيوانات. فالروح الجماعية حسب المتدخل، ليست مجرد شعارات ترفع، ولكنها من قبيل التكاليف الشرعية الاجتماعية. أي أن هذا العمل الاجتماعي، عمل مؤسسي له نصوص ضابطة. وبذلك تكون مؤسسة الوقف هي مؤسسة العمل الخيري المستدام، حتى أن العقار الوقفي وصل في بعض المدن المغربية إلى الثلث. واستشهد بنحمزة بالعالم المراكشي أبي العباس السبتي صاحب مقولة"هذا الوجود قائم على الجود"، والذي كان يطلب من أي صانع أن يهدي أول عمل ينجزه (ومن ثم مصطلح العباسية). وعلى المستوى المحلي، أشاد بنحمزة بالعمل الاجتماعي بمدينة وجدة السابقة في التبرع بالدم وبناء المساجد وتأهيل الكفاءات العلمية وأهل القرآن، ومن ثمار هذا الجهد ذهاب أزيد من 30 شابا هذا الشهر لتأطير الحياة الدينية في بعض دول الخليج بعدما أجريت لهم اختبارات وأبانوا عن كفاءة عالية.كما كرم جلالة الملك رجلين من رجال العلم من وجدة وهما الإمام أحمد المومني والأستاذ أحمد المربح. و ونصب جلالته أحد خريجي معهد البعث الإسلامي بوجدة على رأس مؤسسة طبع المصحف الشريف. وختم بقوله إن المستقبل للعلم ولكل من يؤمن بأهمية المعرفة.
ومن جهته، شدد بدر المقري الأستاذ بكلية الآداب على أن الوازع الديني يمثل سر تماسك البناء الاجتماعي، وأن هذا الوازع ينبغي أن يترجم إلى سلوكيات العملية . واستعرض نماذج من الإنجازات الوقفية في تاريخ وجدة أواخر ق19 وبداية ق 20، ومن ذلك أن بعض الأشخاص كانوا يطبعون على نفقتهم بعض أجزاء المصحف ويقومون بتوزيعه مجانا. ثم تحدث عن نموذج كفالة اليتيم و تزويج اليتيمات. و قال بأن الوجديين كانوا يقيمون حفلة (النزاهة) في فصل الربيع في واحة سيدي يحيى للاحتفاء بأنجب طالب علم فيما يشبه سلطان الطلبة. وذكر أن الشيخ ماء العينين أرسل كتبا وقفية من السمارة إلى وجدة عام 1904 ، وكان الوقف دأب الملوك المغاربة. وفي ختام الندوة التي سيرها سمير بودنار رئيس مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية ، نظم حفل توقيع بعض الكتب للشيخ بنحمزة. حضر هذا اللقاء كل من والي الجهة الشرقية ورئيس الجماعة الحضرية ومجموعة من المثقفين والوعاظ والخطباء بالمدينة.



ليست هناك تعليقات: