03 أغسطس 2010

مهرجان الراي بين المقاربة الرقمية وصعوبة التوطين



يبدو أن جمعية "وجدة فنون" تعاني الأمرين من أجل توطين ما يسمى المهرجان الدولي للراي في البيئة الوجدية. ونقصد بالتوطين أن تكون فكرة المهرجان مقبولة ومستحسنة لدى الرأي العام الوجدي من أحزاب سياسية ومجتمع مدني ورجال إعلام. فقد تأسست جمعية وجدة راي (وجدة فنون فيما بعد) منذ 4 سنوات في رحم الولاية وترأسها فريد شوراق مدير المركز الجهوي للاستثمار سابقا وكان الهدف المعلن هو "تنمية المدينة وتسويقها عبر العالم وتجسير العلاقة بين دول المغرب العربي".
ورفض المنظمون منذ البداية تقديم الحساب للصحافة وراجت شائعات حول المبالغ الخيالية التي تسلم سنويا لرموز الراي الجزائرين. كيف يمكن محاسبة جمعية تختلف تماما عن باقي الجمعيات، تستقبل مبالغ ضخمة من جهات أجنبية قد تكون هي صاحبة الفكرة أصلا؟ فقد صرح أحد المسؤولين لصحفيين مقربين بأن تلك الجهات "الداعمة" تشترط تنظيم مهرجان دولي للراي ولا تسمح بتفويت الاعتماد لأي مشروع اجتماعي آخر. ومما يعزز هذا الطرح تواجد رئيسة فرع نادي اليونس في مكتب الجمعية. ولعل مكافئة فريد شوراق بمنصب عامل وتكريم بعض رفاقه بمناصب عليا، كلها مؤشرات تعزز هذه القراءة. فكان أول من رفع علم الرفض حزب العدالة والتنمية بوجدة لاعتبارات بسطها في بيانه المنشور في وسائل الإعلام. ثم تلا ذلك تذمر بعض رجال الإعلام من أعضاء الجمعية واتهامهم بسوء تدبير الغلاف المخصص للإشهار. وجاء بعد ذلك البيان المطول لفناني وجدة بزعامة الشاب سونا بعنوان "مدينة وجدة تبكي فنانيها" والمذيل بعريضة تضم أزيد من 300 توقيع. وفي البيان اتهام "اللوبي" المشرف على تنظيم المهرجان بالكولسة والتعتيم والارتشاء. تؤكد الورقة: " إننا نلاحظ أن 70 في المائة من الحضور بالمهرجان هم ضيوف شرف لا علاقة لهم بالراي، بمعنى أن القائمين على المهرجان يبدلون فناني الراي بما يسمونهم ضيوف شرف، و20 في المائة هم جزائريون، و 2 في المائة حاضرون دائما في هذه التظاهرة، والباقي مغاربة، أغلبهم لا علاقة لهم أيضا بهذا الفن..."1.ومؤخرا صدر عن المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بيان تنديدي ضد تصرفات إدارة المهرجان مع الجسم الصحفي خلال الدورة الرابعة ما بين 22 و 24 يوليوز 2010 وعبر عن استيائه من تبديد المال العام بشكل عشوائي. وإذا كان شوراق قد رفض أن تخضع الجمعية لمساءلة أي كان، فإن السلطة الرابعة من حقها أن تسائل الجمعية وخاصة فيما يتعلق بتدبير الاعتمادات الداخلية أي مساهمات المجالس المنتخبة بأمر من الوالي السابق. يبدو أن المهرجان كان هدفا في حد ذاته، فقد كان شوراق يراهن على تحقيق رقم 30 ألف متفرج في النسخة الأولى، ولما تحقق ذلك عمت فرحة كبيرة في الجمعية و لم يتطرق أحد للأهداف التنموية الأخرى. بل تم الاستغناء عن خدمات الصحافة التي قامت بدعاية قوية للنسخة الأولى. الهدف تحقق في نظر الجمعية ما دام الشباب يأتي بالآلاف ويرقص على نغمات الراي أو أي لون موسيقي آخر . وبكلمة: تحقق "تنشيط" الشباب أما تنشيط الاقتصاد والسياحة فلم يتحقق بعد وقد لا يتحقق. وللإشارة ، فقد رفض نواب حركة الإصلاح الوطني بالجزائر مشروع وزيرة الثقافة خليدة تومي لتنظيم مهرجان دولي للراي في بلعباس بعدما تم رفضه من المجتمع المدني بمدينة وهران المهد الحقيقي لهذا اللون الموسيقى.2
...
1-http://oujdanews.com/news/news_view_2060.html
2-
  http://www.elbiladonline.net/modules.php?name=News&file=article&sid=10072

لخضر الطيب

ليست هناك تعليقات: