02 يوليو 2010

تداعيات أسطول الحرية على مسار القضية الفلسطينية


قال الأستاذ سمير بودينار إن قافلة الحرية كسرت جدار الصمت المضروب على حصار غزة، وأضاف رئيس مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة أن الوضع في غزة كارثي، إذ يحاصر 2 مليون شخص منذ 4 سنوات، وهم ممنوعون من أبسط ضروريات الحياة ،و 4 آلاف سلعة ممنوعة من الدخول بما فيها حليب و ألعاب الأطفال. وعن تداعيات هذا الحادث، أوضح بودينار خلال حلقة تواصلية مع بعض المثقفين بمقر جمعية النبراس يوم الخميس فاتح يوليوز أن مجموعة من السفن التركية تستعد الآن للتوجه نحو المنطقة لمحاولة فك الحصار عن غزة وأن تركيا عادت إلى موقعها الطبيعي إلى جانب الأمة وتحول الأمر إلى قضية كل الشعب التركي وليس قضية الحزب الحاكم. وحدث تأثير كبير في الرأي العام الـتركي، إلى درجة أن أخ وأخت أصغر ضحية وهو الشاب فرقان صرحا لوسائل الإعلام أنهما مستعدان للذهاب في أول قافلة تبحر إلى غزة وسجل آلاف المتطوعين أسماءهم لنفس الغرض. ومن تداعيات الحدث كذلك أن بعض الأكاديميين الإسرائيليين اعتبروا الحصار عقابا جماعيا مرفوضا و أن مجموعة من النخب في مصر انضمت للدفاع عن رفع الحصار عن غزة ومنهم أساتذة في القانون، وتم فتح معبر رفح مباشرة بعد الهجوم على القافلة وظل مفتوحا لأيام وتوقف العمل في السور الفولاذي و طالبت تركيا لعودة العلاقات مع إسرائيل بإجراء تحقيق دولي وبدفع تعويضات مهمة لأهالي الشهداء ورفع الحصار عن غزة وإعادة السفن التركية الثلاث، لكن إسرائيل لم تقبل إلا بالشرط الأخير. وهذا يهدد 59 اتفاقية بين إسرائيل وتركيا منها 16 اتفاقية أمنية وهو ـغير مزلزل في موقف تركيا لأنها كانت أول دولة مسلمة تعترف بإسرائيل سنة 1949. وخلص المتحدث إلى أن الحصار مع طول المدة انعكس حتى على الكيان الصهيوني لأنه لم يحقق أهدافه التي  رسمها ورغم تكلفة الإنسانية الباهظة، فإن نتائجه مهمة من الناحية السياسية. وخلال مناقشة العرض صرح الدكتور بودينار أن الموقف التركي مهم ولكنه لا يغني عن موقف عربي واضح وحازم لقلب معادلة الصراع ولا يغني كذلك من تصعيد وثيرة العمل الأهلي العربي لمقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني والدعم المستمر للقضية الفلسطينية.

ليست هناك تعليقات: