21 يوليو 2010

بداية الأشغال بالمقلع الحجري بجبل الحمراء يصطدم باحتجاج المواطنين

احتج سكان دوار الغلاليس وأولاد ارزين بجبل الحمراء التابع لغابة سيدي امعافة  ضد الشركة التي بدأت في تنفيذ مشروع إقامة مقلع حجري بعين المكان. وخلال الوقفة الاحتجاجية التي نظمها بعض المتضررين يوم الأربعاء 21 يوليوز ، صرح السيد امعمر بقال للتجديد بأن :" هذه الغابة يرجع تاريخها إلى سنة 1952 وهي تقع في منطقة شبه حضرية، يقطن فيها حواي 2000 نسمة،يهتمون بالرعي والفلاحة وهم مهددون بالضرر الذي سيلحقه هذا المشروع بأبنائهم وماشيتهم. إن هذه الغابة هي الرئة التي نتنفس منها وهي تابعة لمنتزه سيدي امعافة، لدينا في المنطقة أزيد من 5000 رأس من الغنم و 500 رأس من الأبقار. هذه الغابة تتميز بتنوع أشجارها: ففيها الصنوبر والأكليبتوس والسيبري والعرعار والسدرة ...". وأضاف أن السكان عانوا من الغبن والإيذاء لمدة سنين طويلة بسبب مطرح النفايات الذي تم نقله مؤخرا لجهة أخرى واليوم يواجه السكان كارثة بيئية أخرى. وعن الخطوات التي قام بها المتضررون لإشعار السلطة بالمشكل، صرح السيد امعمر بأنهم تقدموا بشكاية إلى السيد الوالي السابق وراسلوا ديوان المظالم ومدير الديوان الملكي ووزير الداخلية ومصلحة المياه والغابات في شهر أبريل الماضي وعقدوا لقاء من خليفة الكاتب العام للولاية خرجت على إثره لجنة للمعاينة، ولكن  تحركاتهم لم تجد آذانا صاغية بل تم الترخيص لصاحب مشروع "الكونكاسور" الذي بدأ في إنزال آلياته وجرافاته للشروع في أشغال الحفر و"تدمير البيئة" و"تهجير سكان المنطقة" . 
وعلى إثر هذه الوقفة الاحتجاجية، جاء ممثل السلطة بجماعة سيدي يحيى وحاول ثني المواطنين عن الاحتجاج أو عرقلة الأشغال، وصرح للتجديد بأن الشركة استوفت كل الشروط القانونية والمساطر الإدارية وأن المجلس القروي صادق على هذه النقطة في محضر رسمي وبالتالي لا حق لهؤلاء في الاحتجاج في نظر السلطة لأن الأرض ليس ملكا لأحد. وعن التهديد البيئي، أجاب قائد المقاطعة بأن اللجنة التي أعطت الموافقة على المشروع كانت تضم ممثلا عن مصلحة البيئة وقلل من الأضرار المحتملة في مقابل النتائج الاقتصادية لهذا الاستثمار. بعد ذلك  التحق ممثل الشركة بعين المكان و اتهم المحتجين بعرقلة المشروع وتضخيم المشكل البيئي ووعد بغرس 3000 شجرة كما هو منصوص عليه في دفتر التحملات واتهم صاحب مقاولة منافسة بالوقوف وراء هذه الاحتجاجات.


وفي خضم هذه الاحتجاجات، بلغنا أن جمعيات بيئية وهيئات من المجتمع المدني بدأت تتحرك لمساندة السكان المتضررين وإنقاذ غابة ومنتزه سيدي امعافة الجميل من خطر بيئي محدق. وتتجه أصابع الاتهام بالرشوة في حق مسؤولين بالجماعة القروية لأهل أنكاد مقابل تمرير المشروع رغم اعتراض السكان، مما يستدعي فتح تحقيق نزيه في الموضوع أو نقل المقلع الحجري إلى مكان آخر خارج المدينة.


ليست هناك تعليقات: