14 يوليو 2010

الأمين العام في لقاء مفتوح مع المواطنين بأكادير:

إشادة بتجربة التحالف مع الاتحاد الاشتراكي بأكادير ودعوة إلى التصدي للعبث السياسي
السياسة وجب أن تكون مكان الشرفاء وليس مصدر الثروة، والتصدي لـ"لبانضية" من السياسيين ضرورة، والملكية ضامن أساسي لاستقرار البلد.
عقد الأخ الأمين العام ذ.عبد الإله ابن كيران لقاء مفتوحا مع المواطنين، احتضنته قاعة الأفراح ببلدية أكادير عشية الاثنين 12 يوليوز الجاري، وذلك تتويجا للقاءات الداخلية التي أطرها الأمين العام ببعض أقاليم جهة سوس أيام 09 و10 و11 من نفس الشهر.
وقد حضر هذا اللقاء عدد من الفعاليات السياسية والمدنية في مقدمتهم رئيس المجلس البلدي لأكادير طارق القباج، ورئيس المجلس البلدي لإنزكان وعدد هام من المنتخبين في المجالس البلدية والإقليمية والجهوية، وفعاليات مدنية ونقابية وجمعوية وإعلامية إضافة إلى جمع غفير من المواطنين الذي حجوا بكثافة لتلبية الدعوة.
وقد أكد  الأخ الأمين العام خلال هذا اللقاء، أن "السياسة وجب أن تكون مكان الشرفاء وليس مصدر الثروة، اعتبارا لوجود فئة ليس لها هم المواطن المغربي بقدر ما لها رغبة جامحة للتحكم في المشهد السياسي والأحزاب الوطنية"، مشيرا إلى أننا "فشلنا في التعليم وليس لدينا ما نواجه به المستقبل سوى التعليم، وفشلنا في القضاء والذي هو أول قطاع يسال عنه المستثمر حيث يأتي للاستثمار في أي بلد، وفشلنا في الصحة حتى أصبحت المستشفيات مكانا لترييش المواطنين، وفشلنا في السكن حيث لو خصصت الأموال التي رصدت لمحاربة دور الصفيح لمنح المنزل بالمجان للمواطن، وفشلنا في التشغيل من خلال خلق ظروف للإنتاج غير واضحة، وبالتالي فجميع القطاعات التي لها علاقة بالمواطن تضررت. وأضاف:" فشلنا في ذلك كله، لأننا مرننا في 54 سنة من النزاع والصراع، فعوض أن نتعاون مع الملكية التي هي أساس حفظ الشعب انخرطنا في منطق الصراع الذي استفادت منه فئة معينة: فئة ليست لها مشروعية وطنية أو شعبية و ليس لها هم المواطن وبالتالي وجب التصدي لها، وفي المقابل وجب التركيز على عمل الأحزاب الوطنية كالاستقلال والاتحاد الاشتراكي، وإن كانت هناك أحزاب إدارية لها مكانتها، وأنا متشبت بالكلام الذي قلته في مؤتمر الحركة الشعبية – يقول بنكيران- فلا أخاف لا من البيانات ولا من البلاغات وإن كان يخيفهم كلامي فليأتوا بي  في التلفزيون لشرح ما وقع، وبالتالي وجب التعاون بين الطبقة السياسية والقصر الذي يتمتع بالشرعية التاريخية والحضارية.
وقد اعتبر الأخ الأمين العام أن أحداث 2003 أعادت إلينا فئة لها رغبة جامحة للتحكم في المشهد السياسي والأحزاب الوطنية التي خرجت من رحم الشعب والتضييق عليها، وأضاف قائلا:"إبان حكومة التناوب كان هناك نوع من الانفراج وتصالح بين القصر الملكي قبل ذلك بالتصويت على الدستور 1996 ، وشكل المغرب طفرة نوعية، لكن هناك فئة تغتني على حساب الشعب والمواطن بنهب ماله فجعلوا السياسة متجرا وخارج القانون ويأخذون أموال الشعب بطرق غير مشروعة ولا يمكن الخروج من هذا المستنقع إلا بالديمقراطية، والملك على رؤوسنا، في المغرب لدينا ملك واحد ويقوم بدور الحكم، ولن نقبل شيئا إسمه صديق الملك".
واستغرب بنكيران كيف أن حزب الأصالة والمعاصرة الذي أتى أولا في الانتخابات الجماعية أشهرا بعد تأسيسه، يحاول التحكم في الحكومة ويعارض المعارضة وهو أغرب دور في السياسة رأيته يقول الأمين العام، هذا الحزب يضيف – بنكيران - إنما جاء للتصدي للعدالة والتنمية وقام بمحاولات لتحطيم تحالفاته في الانتخابات الجماعية، لكن لم يفلح في ذلك في كثير من الأقاليم وهذا الأمر له ثمن، فالمغرب هو الضحية في نهاية المطاف لأنه ضحية تنافس غير متكافئ...
واستطرد بنكيران قائلا:"نحن نقوم بواجبنا تجاه الشعب المغربي بالتصدي لمثل هذا النوع من الأحزاب السياسية والقادة السياسيين الذين يريدون بيع أخلاق البلاد بالعبث السياسي، ولعل تجربة أكادير ستعطي نموذجا مهما بعد ست سنوات على الرغم من الاختلاف في المرجعية مع الاتحاد الاشتراكي. مضيفا أن"حزب العدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي إذا اتجها في هذا الاتجاه سيقطع المغرب أشواطا كبيرة في العدل والتعليم والاقتصاد ... مع التعاون إلى جانب الملك الذي يوجد إجماع وطني على ضرورة تثمين خطواته المباركة في مختلف المجالات..." واعتبر أن"حزب العدالة والتنمية ثابت على مواقفه وثوابته، الإسلام كمرجعية والملكية الدستورية التي لا منازعة فيها والديمقراطية التي تضمن التعامل مع الثروات والقضايا، مشددا على ضرورة كبح جماح من سماهم "البانضية" من السياسيين ورجالات الدولة  الذي يستعملون الشطط في السلطة.
وفي خضم حديثه عن مشكل الصحراء، اعتبر الأمين العام بأن هذا المشكل تاريخي مع الجزائر التي لا تملك تاريخا ويسيرها جنرالات ينهبون أملاك الدولة الجزائرية، مشيرا إلى أن قضية الصحراء ستحسم بالديمقراطية الداخلية باحترام قوانين البلاد في إطار ملكيتنا ومبادئنا، والشعب الجزائري سيضغط على قادته لتحقيق ما يرونه من ديمقراطية وعدالة اجتماعية بالمغرب إن شاء الله، والمغرب سيتجاوز مشاكله وسننطلق إلى المستقبل.
وفي خضم حديثه عن كأس العالم، عبر الأمين العام عن أسفه لعدم مشاركة الكرة المغربية في كأس العالم ولا في كأس إفريقيا، مقارنا بين الوضع الكروي والوضع السياسي، واعتبر أنه من غير المعقول أن يِؤتى بمدرب أجنبي للمنتخب الوطني بمبلغ 250 مليون درهم وهذا أخطر من أن يستهدف مال الشعب المغربي، مشيرا أن السر في انتصار اللاعبين هو الإيمان بالوطنية لجلب الفرحة للشعب وعندما تنهار هذه المبادئ والمقومات الحضارية تنهار النتائج، و الذي ينطبق على الرياضة ينطبق على السياسة المغربية أيضا.
وفي معرض تعقيبه عن أسئلة المتدخلين قال الأمين العام:"إننا لسنا ضد المهرجانات لكن ضد نوع منها، مشيرا إلى أنه لما أتى المغني المدعو "إلتون جون" إلى الرباط رفضنا ما يقوله عن عيسى عليه السلام وما يصرح به من شذوذ....
وأكد الأمين العام أن"المغاربة يقدرون الشرفاء ووجب النضال من أجل توسيع شعبيتهم، وعندما تأتي المصالح يتنازع البعض على المصالح والأموال ويتم الصراع على المال وينسى بعضهم ما تعاقدوا عليه في اليوم الأول. وأعضاء حزب العدالة والتنمية ليسوا كلهم أولياء الله وليسوا كلهم في مستوى من الكفاءة لكنهم ليسوا لصوصا ولا نصابين، ومن الواجب علينا النضال من أجل تنفيذ برنامج الحزب الذي أشاد به الجميع، لكي نصل إلى المستوى المطلوب الذي يريده المناضلون والمجتمع المغربي، ونحن حزب نشتغل في إطار القانون ونرفض الفوضى، والشعب لا يعمل بمنطق العصيان المدني والإضرابات والمظاهرات، لكن البلاد نخدمها بالإصلاح والنضال الديمقراطي، وهذا الإصلاح رهين بالنفس الطويل للمناضلين والشرفاء والصبر على البلاء والحرص على تطبيق الديمقراطية الداخلية قدر المستطاع على الرغم من الإكراهات التي نعيشها، مؤكدا على ضرورة التعاون لئلا يكون هناك تنازع وتضييق على العمل السياسي، لان الشعب أراد العمل في إطار الوضوح والصفاء وإعطاء الفرصة لجميع الأحزاب السياسية، واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة من طرف الملك وفق ما ينص عليه القانون والصلاحيات التي يعطيها الدستور لجلالته، والتعاون مع الأحزاب السياسية واجب للنهوض بالبلاد والعباد.
وفي موضوع الجهوية الموسعة قال بنكيران:"وجب توفير كل الظروف المناسبة لها، ومن ذلك الديمقراطية الحقيقية للرقي بالبلاد.
وعن مدى إمكانية مشاركة حزبه في الحكومة أجاب الأمين العام:"عندما يقتنع الملك بالعدالة والتنمية في الحكومة سنكون قدر المستطاع في الموعد".
إلى ذلك، وأكد الكاتب الجهوي للحزب في كلمته الافتتاحية بأن المشهد السياسي والحزبي اليوم بإجماع الجميع مشهد بئيس، وأن المواطن ليست له ثقة في السياسة والسياسيين والأحزاب ونحن نقول هذا الكلام بمرارة، والسبب هو الإفساد الذي تعرضت له العملية السياسية وتسخر له  آليات الدولة في كثير من الأحيان، وحزب العدالة والتنمية يستنكر هذا كغيره من الأحزاب الوطنية، مضيفا بأن الحزب تعرض لهجمات بدأت قبل الانتخابات وتوالت في الآونة الأخيرة خصوصا بعد تصريح الأخ الأمين العام في مؤتمر الحركة الشعبية واستقالة الرميد.
الموقع:أحمد الزاهدي
  www.pjd.ma

ليست هناك تعليقات: