31 ديسمبر 2010

بن كيران: الرجل المثير للعدالة و التنمية


كلما اعتلى عبد الله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، منصة، إلا وأثارت خطاباته ردود فعل قوية من لدن بعض الفاعلين السياسيين، الذين يصفهم ب"خصومه السياسيين"، وأحيانا ترد الداخلية بنفسها ببلاغات شديدة اللهجة، بينما يصر هو على أن "خصومه" يحورون كلامه لشن حملة مغرضة ضد حزبه. عودة إلى مسار قيادي إسلامي اكتشف السياسة مع اليسار، ومهد لخروج إخوانه من السرية إلى العلن، وتغيير مواقفهم من الملكية.

من اليسار إلى الشبيبة الإسلامية

• بالعودة إلى الوراء، ما هي في نظرك النقطة المفصلية التي جعلتك تسير في هذا المسار دون غيره، خصوصا أنك ابتدأت باليسار، وكان واردا أن تكون اليوم من أبرز الوجوه اليسارية بدل قيادة حزب إسلامي؟
- يغلب على ظني حقيقة أني لو لم ألتق بالحركة الإسلامية، لما وجدت نفسي في الحياة السياسية، بالنظر إلى التربية التي تلقيتها في الصغر والقناعات التي تولدت لدي والتي كانت مطبوعة أساسا بالثقافة والتراث الإسلاميين، والبيئة الشعبية المحافظة، وهي عوامل حالت دون أن أنتعش في كل ما له ارتباط بالشأن العام، حتى انضممت إلى الحركة الإسلامية. صحيح أنه كانت لي ارتباطات بالعمل الجمعوي والشأن الشبيبي في حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي، ولكنها كانت تجارب محدودة. ولم أشعر براحتي، إلا بعد أن اندمجت في الحركة الإسلامية سنة 1976.


• ما الذي وجدته في الحركة الإسلامية ولك يكن في غيرها من التنظيمات الحزبية التي جربت العمل بها في بداياتك الأولى في العمل السياسي؟
- الانسجام والتجاوب مع خلفيتي التربوية والثقافية. فقد كان أبي رجلا متدينا، يحرص أن نحفظ القرآن، للأسف لم أحفظه، ولكني حفظت ما تيسر منه. كان يحرص أيضا على أن نحضر الدروس في المساجد، أما الجمعة فلا أذكر أني تغيبت عنها إلا لظرف قاهر، كسفر أو مرض،ن وعموما فقد حافظت على الصلاة طوال حياتي، طبعا، عندما كنت صغيرا، كنت أصليها في وقتها أحيانا وأجمعها أحيانا أخرى، وأظن أن كثيرا من الناس مروا من هذه التجارب. ثم إني تعاطيت للثقافة الإسلامية في وقت مبكر جدا، حيث قرأت عبقرية عمر وعبقرية أبي بكر وكثيرا من الكتب الإسلامية الأخرى.

• يعني أن انتقالك من اليسار إلى الحركة الإسلامية كان بمثابة تصحيح مسار؟
- بل إنه المسار نفسه. لو لم أجد الحركات الإسلامية لتعاطيت للشأن العام بشكل محدود أو لتركته بصفة نهائية، لأعيش حياة عادية تخلو من الاهتمامات السياسية.

• كنت التحقت بالمدرسة المحمدية للمهندسين، ولكنك طردت منها في وقت لاحق. هل أثر هذا الطرد على مسارك؟
- كنت من الطلبة الذين بإمكانهم أن يتبعوا الشعبتين الأدبية والعلمية على السواء. لكني اخترت شعبة العلوم الرياضية والتحقت بعدها بالمدرسة المحمدية للمهندسين. ولا أدري إن كانت المسؤوليات تطاردني أم أنا الذي يطاردها، حيث كنت مسؤولا طلابيا منذ سنتي الأولى بهذه المدرسة، وكانت لي فيها صفة مسؤول الدراسة، ثم أصبحت في السنة الثانية كاتبا عاما لجمعية الطلبة المهندسين، قبل أن أقرر بعد رسوبي في المرور إلى السنة الثالثة التخلي عن جميع هذه الأنشطة. مباشرة بعد طردي من هذه المدرسة، اتجهت نحو الجامعة لإتمام دراساتي، وفي خضم هذه الفترة الانتقالية التحقت بالحركة الإسلامية.

• من هو أول من التقيت من قياديي الحركة الإسلامية في تلك الفترة؟
- مجموعة من الشباب الذين كانوا يقطنون في حي العكاري الذي كنت أسكن فيه، والذين تعرفوا علي في المسجد ودخلوا معي في نقاشات ثم عرفوني بمجموعة من قيادييهم.

• وهل كان هؤلاء الشباب قياديين؟
- كانوا قياديين على المستوى المحلي، وبعد ذلك عرفوني على القياديين على مستوى المدينة، وكانوا يسمون ساعتها بالقيادة السداسية.

مراجعات الإسلاميين

• مباشرة بعد ذلك تفجرت أزمة الشبيبة الإسلامية...
- بعد الخلافات التدبيرية التي عرفتها الشبيبة الإسلامية، قررنا أن نترك هذا التنظيم ونؤسس الجماعة الإسلامية في سنة 1981. وكنا نتمتع بثقة عموم الإخوان إلا بعض الأشخاص. لم أتحمل المسؤولية مباشرة، حيث تم اختيار محمد يتيم رئيسا للجماعة، ولكن كانت لي مكانة داخلها، إلى أن تحملت مسؤولية الرئاسة في أواخر 1985.

• وأين كانت تتجلى هذه المكانة التي تحدثت عنها؟
- كانت فترة الثمانينات مطبوعة بالاعتقالات والمتابعات، ولذلك دعوت إلى الخروج من السرية إلى العمل العلني في إطار قانوني. فقد كنا نعتبر أن محاولة تأسيس جمعية اعتراف بالقوانين الوضعية، فكانت بذلك فترة مراجعات بامتياز.

• من كان أول المنادين بالخروج من السرية إلى العمل العلني في إطار القانون؟
- كنت أنا وعبد الله بها (نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية حاليا) فقط. كنت أول من طرح تلك المراجعات وساندني فيها عبد الله بها. كانت قيادة الجماعة تعارض هذه المراجعات في البداية، قبل أن تنخرط فيها ويصبح بعض القياديين منظرين لفكر المشاركة مثل محمد يتيم وسعد الدين العثماني وغيرهما.

• وما هي الأسباب التي دفعتكم إلى مباشرة هذه المراجعات؟
- أولا، ما كنا نسميه عندنا بالفتنة وأشياء أخرى لا تناسب مرجعيتنا الإسلامية، ثم المراجعات التي بدأت عند الحركات الإسلامية، ثم المراجعات التي بدأت عن الحركات الإسلامية في مطلع الثمانينات، ثم محنة الابتلاء بالسجن والتعذيب والطرد من الوظائف. فأول شيء يفكر فيه المسجون عندما يودع خلف القضبان هو هل يستحق ما أقوم به أن أسجن لأجله؟ نحن ندعو إلى الإسلام، وهذه دولة إسلامية؟ وما الداعي لتنشط بشكل سري فيها، بالإضافة إلى أن السرية لا تحمي الأفراد؟ فلماذا لا نعمل في إطار قانوني؟ ثم راجعنا موقفنا من الملكية واقتنعنا بأنها أحد المقومات الرئيسية للهوية الإسلامية للأمة، فخلصنا إلى أن موقفنا من الملكية كان سيكون وبالا على الجميع، ولذلك تحولنا من الرفض إلى المساندة، حيث لم تكن الدولة تعترف بنا أساسا. كانت هذه أصعب خطوة في هذا المسار. وأنا من كان يتبنى هذه الأفكار ولا أدعي بهذا أنني منظر، بل أنا مجرد إنسان عملي.

إخوان مصر

• ولكن طلبكم بتأسيس حزب قوبل بالرفض رغم كل هذه المراجعات؟
- لم يقبل منا الحزب ولا الحركة. غير أننا قررنا السير قدما في اتجاه العمل المباشر، فكانوا يمنعوننا تارة ويصرفون النظر عنا تارة أخرى. بالنسبة للحزب، تحمس الإخوان لتأسيس تنظيم سياسي في سنة 1992، بعد خطاب ملكي دعا فيه الملك الراحل الحسن الثاني الشباب إلى الانخراط في العمل السياسي ولكني لم أكن متحمسا.

• لماذا رفضت التوجه نحو تأسيس حزب وقد كنت من قبل أول الداعين إلى العمل العلني القانوني؟
- رفضت لأني كنت واثقا من أن الظروف لم تنضج بعد لتسمح لنا الدولة بتأسيس حزب. بعث إلينا الرالي عمر بنشمسي رحمه الله يبلغنا برفض الدولة القاطع لتأسيس حزب.

• من كان صلة الوصل بينكم وبين عبد الكريم الخطيب؟
- أحد معارف الخطيب، بعد لقاء جمعني به في إحدى الندوات.

• وما كان رد فعل الخطيب أول الأمر؟
- لم يتحمس الخطيب لفكرة انضمامنا إلى حزبه، واكتشفنا أنه ينظر إلينا وفق الإشاعات التي كانت تصله عنا، من قبيل أن عبد الإله بن كيران بوليسي أو مخزني أو أن لي علاقات مع الداخلية، وكلها إشاعات انتشرت بعد دعوتي إلى العمل العلني في إطار القانون. لم تكن لي علاقة بأي من هؤلاء.

• ما هي الأشياء التي تحفظ عليها الخطيب؟
- كانت تحفظاته نابغة من الإشاعات التي ذكرتها، ولكن صديقا له، وهو صالح أبو رقيق رحمه الله، وكان من الإخوان المسلمين له بنت متزوجة بمغربي يزورها بالمغرب، أقنعه بالقبول بنا في حزبه. واشترط علينا الإسلام والملكية وعدم العنف وهذه الأمور كنا قد حسمناها من قبل في الحركة، وفي آخر لقاء لنا معه قبل وفاته تغمده الله بواسع رحمته. أهدانا لوحة كتبت فيها الآية الكريمة: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا".

• قبل طرق أبواب حزب الخطيب، حاولتم الانضمام إلى حزب الاستقلال. فمن أفشل هذه المحاولة؟
- كان الاستقلاليون منطقيين وصادقين مع ذواتهم، حيث قبلوا انضمامنا إلى حزبهم كأفراد وليس كجماعة. كانت لنا كذلك اتصالات مع عبد الله إبراهيم وحزب الشورى والاستقلال، لكنها لم تكلل بالنجاح. كانت محاولة الاندماج في حزب الخطيب الوحيدة الجادة، لأن الخطيب كان رجلا شجاعا لم يكترث لما كان يشاع من الأقاويل، وفتح لنا أبواب حزبه، وهو كذلك رجل مبادئ، وتجلى ذلك بالخصوص في تخليه عن الحزب قبل أربع سنوات من وفاته، مباشرة بعد اقتناعه بنضج الإخوان لتحمل المسؤولية.

خلافات الخطيب

• كثيرون يتساءلون عن أسباب تأخر ابن كيران في تحمل مسؤولية الأمانة العامة للعدالة والتنمية إلى سنة 2008، رغم دوره البارز في إدماج إخوانه في المشهد السياسي المغربي؟
- اسأل الإخوان عن الأسباب التي أدت إلى عدم التصويت لصالح ابن كيران في مؤتمر الحزب ليكون أمينه العام بعد تخلي الدكتور الخطيب عن الأمانة العامة. اسألهم عن الأشخاص الذين حاولوا الإيقاع بيني وبين الخطيب في سنة 1996، حينما اختلفت مع الخطيب حول دستور 1996، بعد أن رفض الدكتور مقترحنا بالتصويت بنعم على الدستور. وكان ممكنا أن تنسف التجربة برمتها بسبب هذا المشكل.

• وكي تم تجاوز هذا المشكل؟
- تجاوزناه بعد أن تخليت عن مسؤولية تسيير الحزب. حيث فضلت الانسحاب لضمان استمرارية المشروع. وأصبح سعد الدين العثماني مديرا للحزب، قبل أن يصير في وقت لاحق نائبا للأمين العام ثم أمينا عاما في سنة 2004.

• انتخبت أمينا عاما في مستهل صيف 2008. كيف تقيم تجربة قيادتك للحزب؟
- اختار الإخوان في سنة 2008 أطروحة النضال الديمقراطي، ولم يختاروا ابن كيران وحده. ومعنى ذلك أن الإخوان مقتنعون بديمقراطية كاملة يملك فيها الملك السلطات اللازمة كأمير للمؤمنين ضامن للأمن والوحدة والاستقرار، نريد في المقابل حكومة حقيقية ذات صلاحيات حقيقية ومسؤولة أمام البرلمان بشكل حقيقي. فالوزراء لا يولون البرلمان إلا أهمية نسبية لأن صلاحيات البرلمانيين محدودة، والوزير الأول نفسه، مع الاحترام الكامل لشخصه، لا يحضر إلى البرلمان إلا لماما، لماذا؟. لأن البرلمان ليس عنصرا مهما في المعادلة. ومع الأسف يسير النافذون في الدولة في اتجاه مغاير، ود انتقلنا من مؤسسات ضعيفة إلى أحزاب مستضعفة ومضعفة. نحن رافضون لهذا الواقع ورافضون بشدة لمساعي تكريسه.

• ظروف الحزب ليست مريحة، ماذا؟
- ليست مريحة بصفة عامة، وأنتم ترون البلاغات والبيانات. إنه "الغوت". ولكن ثمة استقرار عام على المستوى الداخلي والمؤسسات تعمل بشكل عادي، رغم بعض الاستقالات في الهوامش بسبب الضغوط وضعف التأطير في بعض الأحيان.

تصريحات مثيرة

• الملاحظ أن تصريحات ابن كيران تصنع الحدث في أكثر من مناسبة. كيف تنظر إلى هذا المعطى؟
- أنتم تعرفون أن العمل السياسي ليس غناء يقابل بالتصفيق، بل يعني أنك تعيش واقعا ثمة إجماع على أنه سيء، وانظر إلى الخطابات الملكية، حيث ينتقد جلالته في كل خطاب قطاعا معينا، كما هو الشأن بالنسبة إلى القضاء، مؤخرا، في خطاب افتتاح الولاية التشريعية الحالية. خصومي، للأسف، ليست لهم الشجاعة ليناقشوا ما أقوله، ولذلك يبحثون في كلامي عما يمكنهم من القيام بحملة إعلامية مغرضة. الذي ساءهم في خطاب مؤتمر الحركة الشعبية أن الجمهور تجاوب مع كلمتي، بشهادة المحجوبي أحرضان، أكثر مما تجاوب مع أي كلمة أخرى. ما قلته كان ردا عاديا على حزب الأصالة والمعاصرة الذي قال إنه يريد أن يرتب الحياة السياسية في ثلاثة أقطاب، هو أحدها بطبيعة الحال، فقلت لا له، لأنه إذا كان أن ترتب الأحزاب على هذا النحو، فالأحزاب الأولى هي الأجدر بالوجود، الأحزاب التي تمخضت عن الشعب في أيام "الحزة"، وإن كنت لن أذكرها جميعا. كنت أقصد الذين يريدون المساءلة والعدالة والتنمية لا يحكم لكنه متهم. لهؤلاء السياسيين الذين لا يعرفون إن كانوا يسيرون المخابرات أو يدبرون شؤون أحزابه، والذين يجلسون المواطنين على كراسي الاعتراف، والذين لم يتعافوا بعد من العقلية السلطوية التسلطية.

• عقب تصريحات مؤتمر الحركة الشعبية، قدمت اعتذار لم يوافق عليه كثير من أعضاء الأمانة العامة...
- كثير من القرارات التي نقوم بها لا يكون عليها إجماع. وبخصوص تلك التصريحات، شعرت أنها أولت بشكل مغرض بضغوط من "البام" وقيل إن كلامي كان موجها للأحزاب التي لم تذكر، وهو أمر ساءني. لم أر عيبا في الاعتذار من باب عدم الإساءة للأحزاب الصديقة وتلك التي نسير بمعيتها جماعات. الشيء نفسه وقع في خطاب مؤتمر جمعية مستشاري الحزب بالرباط، الذي تم تعميم نصه الكامل على الانترنت، لم يردوا علي، ولكنهم وقفوا عند جملة اعتراضية عبرت فيها عن موقف قاله سياسيون آخرون، ويتمثل في عدم معرفة الواقين من وراء أحداث 16 ماي 2003 إلى الآن، خصوصا أن حزبنا كان أول المستهدفين بعد وقوع الأحداث، حتى قبل إجراء أي تحقيق أو إثبات أي شيء. ونعتقد أن هذا البلاغ كان خطأ، وقد كنا نعتقد أن مجيء وزير الداخلية الحالي كان بهدف التخفيف من تدخلات "البام" الموجود بهذه الوزارة. فالطيب الشرقاوي شخص، معروف عنه من حيث المبدأ أنه لن يخضع للضغوط، ولذلك تلقينا خطاب وزارة الداخلية بشكل سلبي للغاية، لأن ملف 16 ماي بيد هذه الوزارة. أعتقد أن إثارة هذا الموضوع كانت بهدف تحوير النظر عن الكلمة التي انتقدت أوضاعا حقيقية لم يجب عنها أحد حينما يتخذني الناس هدفا بالباطل، لا أبالي، ولكني أخاف حين أكون على خطأ.
ربما كان سعد الدين العثماني أكثر دبلوماسية مني، ولكن محاولة حل الحزب لم تتم في عهدي أنا بل في عهده. هل العيب في ابن كيران أم في الآخرين؟ أليس حين كان الدكتور العثماني مسؤولا جاء الهمة بنفسه ليضغط علينا ويفرضوا علينا عدد الدوائر التي قدمنا فيها ترشيحنا.

الانتخابات

• هل ندمتم على تقليص نسبة مشاركتكم في انتخابات 2003؟
- شخصيا لم أندم. أعتقد أننا لم نخطئ حينما فضلنا التنازل عن حق حزبنا لمصلحة بلادنا.

• وماذا عن الانتخابات التشريعية المقبلة التي ستكون الأولى لكم في منافسة "البام"؟
- إذا وقفت الدولة على الحياد، فستكون النتائج عادية، أما إذا تدخلت لصالح "البام"، فسنتخذ الملائم من الإجراءات في حينها. ليس هذا كلامي لوحدي، بل هو أيضا ما يقوله الوزير الأول عباس الفاسي وعبد الواحد الراضي. الجميع يشك في الكيفية والأجواء التي ستتم فيها انتخابات 2012. ما يمكنني قوله الآن، هو أني عازم على بذل قصارى جهدي لآخذ حقي كاملا إن شاء الله، وإذا وقع التلاعب بالانتخابات، فسنعيد تقييم الوضعية لاتخاذ المواقف اللازمة.

الإعلام

• كيف تقيم تجربتك الإعلامية بداية ب"الإصلاح"، ثم "الراية"، وصولا إلى "التجديد"؟
- أسسن بمعية عبد الله بها جريدة "الإصلاح" بأربعة آلاف درهم، وحققت نجاحا معتبرا، وكان يشتغل معنا شخصان بمبلغ 500 درهم شهريا. بعد تصريحات أدليت بها عقب برنامج "ساعة الحقيقة" للملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله، طلبت مني بعض الحهات التراجع عن تصريحاتي، ولما رفضت أوقفوا "الإصلاح" وعدنا بعد ستة تقريبا لتأسيس "الراية"، قبل أن نؤسس "التجديد" في سنة 2000، وعهدت إدارتها لأحمد الريسوني، (كان رئيس حركة التوحيد والإصلاح حينئذ)، قبل أن أتسلم مسؤولية إدارتها من سنة 2003 إلى 2007. لكنها لم تحقق النجاح الذي كنا نصبو إليه ولا ندري إن كان ذلك بسبب سوء التوزيع أم أشياء أخرى. ولكن يجب أن أعترف أننا أيضا لسنا إعلاميين محترفين. مبيعات "التجديد" وقت إدارتي لها كانت تتراوح ما بين 4 آلاف و5 آلاف نسخة يوميا. ولكن "التجديد" في واقع الأمر محاصرة.

• وماذا عن جريدة "المصباح" التي توقفت عن الصدور؟
- "المصباح" لم نتخذ قرارا إيقافها، ولكنها لم تستأنف الصدور بعد. من الضروري أن تكون للحزب جريدته، لكن يجب أن تقوك بدور، لا أن تبيع 700 نسخة من أصل 7 آلاف نسخة.

قصة حب

• معروف أن لزوجة ابن كيران دورا كبيرا في مساره السياسي فما قصة زواجك؟
- صحيح، كان لها دور معتبر في مساري، لم تؤاخذ علي إمكانياتي المحدودة، بالنظر إلى أنها من وسط ميسور، ولم تتذمر من تنقلاتي وكثرة مواعيدي سواء في الحركة أو في الحزب. كما أنها ساعدتني على الدعوة، وقامت بأعباء استقبالات ضيوفي، بل إنها تكفلت بتنظيم مؤتمرنا الاستثنائي في سنة 1996، والذي كلف 70 ألف درهم، وهو رقم قياسي بالنسبة لمؤتمر عرف مشاركة 700 مؤتمر.

• لم تجبنا بعد عن قصة زواجك؟
- لم تكن قصة زواج، بل قصة حب. كان والدها ابن عمي وقد أحببتها وخطبتها بعد أن انتسبت للدعوة. رفض محيطها زواجنا، ولكنها وافقت وتشبثنا ببعضنا إلى أن تزوجنا.

التصريح بالممتلكات

• أثير في الآونة الأخيرة حديث كثير عن التصريح بالممتلكات، فماذا يملك ابن كيران؟
- لا أملك شيئا. أسكن مع زوجتي في منزلها، وإذا كان هناك شيئ مسجل باسمي، فهو ليس لي، وإنما للحركة. كان لي نسبة 50 في المائة من مشروع صغير لمواد التنظيف لكنه لم يعد مربحا. لست متزهدا، فما أجنيه ليس قليلا والحمد لله، ولكن بالكاد يكفيني. لم أشتر في حياتي سيارة جديدة، آخر سيارة ملكتها بعتها ب 45 ألف درهم واشتريت أخرى ب 50 ألف درهم وعمرها يناهز 12 سنة وكان بعض الإخوان يعيبون علي هذا الأمر. أنا الآن فاستعمل سيارة الحزب التي اشتريت في عهد الدكتور سعد الدين العثماني.

محطات تاريخية

1956: ولادته بالرباط
1968: التحق بثانوية مولاي يوسف بالرباط
1976: التحق ب"الشبيبة الإسلامية" التي كان يتزعمها عبد الكريم مطيع
1979: اعتقل لأول مرة
1981: أسس بمعية قياديين إسلاميين آخرين "الجماعة الإسلامية" وتزعمها محمد يتيم
1986: انتخب رئيسا ل"الجماعة الإسلامية"
1996: دعا إلى التصويت ب"نعم" على الدستور
2008: انتخب أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية

مجلة أوال

ليست هناك تعليقات: