يشتكي سكان مدينة وجدة مع بداية دخول فصل الصيف من الروائح الكريهة المنبعثة من المطرح البلدي . و للوقوف على أسباب هذه الروائح و كذا وضعية المطرح و طريقة اشتغاله و التحديات التي تواجهه ، قام و فد من مستشاري العدالة و التنمية بزيارة ميدانية له صبيحة يوم الخميس 21/7/2011 .
في البداية تم الوقوف على الغرفة المكلفة بمراقبة الميزان حيث تدخل الشاحنة و تسجل حمولتها الإجمالية في الحاسوب ، وبعد إفراغها يتم وزنها من جديد للحصول على الحمولة الصافية التي تبقى مسجلة في ذاكرة الحاسوب .( حاسوب سوق الجملة لا يتوفر على ذاكرة ).
بعد ذلك انتقل الوفد إلى قاعة الاجتماعات حيث يوجد مجسم للمطرح ، ومن خلاله شرح المهندس البلدي السيد عبد الحميد بيوض مختلف المراحل التي تمر منها عملية طرح النفايات ، من طمرها تحت التراب إلى تجميع العصارة ( مصدر الروائح ) في أحواض ليتبخر الماء ، وكذا تجميع غاز الميتان الناتج عن تخمر المواد العضوية وإحراقه حتى لا يتلوث الهواء ، و في المستقبل القريب سيستعمل لإنتاج الطاقة الكهربائية الكافية لحوالي 30 ألف نسمة .
إثر الإجابة على تساؤلات المستشارين قام الوفد بجولة ميدانية لمختلف مرافق المطرح ، من مكان طمر النفايات إلى محطة تجميع الغاز و إحراقه ثم إلى محطة إنتاج الطاقة الكهربائية ، و أخيرا إلى أحواض تجميع العصارة (lixiviats ) حيث وقفنا على تجربة إنبات نبتة صينية مكيفة على العيش بماء العصارة ، و التي إن نجحت ستسمح بالتخلص من كمية كبيرة جدا من العصارة وبذلك تتخلص مدينة وجدة من الروائح الكريهة التي تنقلها الرياح الجنوبية .
بقيت الإشارة إلى أن الوفد وقف على عدة تحديات وجب على رئاسة الجماعة أن تجد لها حلولا في أسرع وقت وهي كالتالي :
1 ــ موظفو الجماعة المكلفون بمراقبة المطرح ـ خاصة الميزان ـ لا يتوفرون على سيارة خدمة مما يحد من القيام بواجبهم على أحسن وجه ، خاصة أن مهامهم تتطلب منهم الحضور ليلا إلى المطرح عندما تقع بعض الإشكالات . ( مستشارون غير نواب يستغلون سيارات الجماعة ضدا على القانون )
2 ــ النفايات الطبية ( خاصة المصحات ) تجمع و تطرح مع النفايات المنزلية دون معالجة مما يهدد صحة العاملين بشركة النظافة و المطرح و كذا تلويث البيئة .
3 ــ النفايات الصناعية بدورها تطرح مع النفايات المنزلية الشيئ الذي سينتج عنه لا محالة تلويث خطير للبيئة يهدد المنطقة في المستقبل .
4 ــ ضعف كبير في التشجير بسبب عدم وجود الماء الكافي .
و أخيرا فإن الثقافة الغذائية لمجتمعنا التي يغلب عليها الإسراف يجب أن تتغير لكي تنخفض نسبة المواد العضوية في النفايات المزلية من 80% حاليا إلى 25% كما هو الحال في الدول الأوروبية ، حينها ستقل كمية العصارة و ستنتهي مشكلة الروائح الكريهة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق