16 مايو 2013

يا أستاذ سباعي ما كنت أظن أن للتهاون والغش كل هؤلاء الأنصار




وجدة: محمد شركي/ وجدة البوابة: وجدة في 16 ماي 2013،

 دلني أحد الفضلاء على مقال الأستاذ محمد سباعي صاحب القلم المبدع بلغتين تحت عنوان الأخطاء القاتلة لمحمد شركي ، وهو عبارة عن وجهة نظر رجل لم أعرفه من قبل محابيا ولا مجاملا لأحد ، وله سجالات مشهورة منشورة عندما تقتضي الضرورة ذلك ، و هو فارس كتابة لا يشق له غبار ولا يفل له سيف . أشكر الأستاذ سباعي لا شكر مجاملة، وهي ليست ديني ولا ديدني ، بل أشكر فيه جرأة القلم كما شكرت من قبل جرأة قلم الأستاذ الطيب زايد ، وحسب المرء أن يشهد له قلمان وازنان ، وما دون شهدتهما محض هراء لبق مقنع لا يستجير به إلا من كان قدره كقدر البق أو دونه، ومن يهن الله فلا معز له . أخي الفاضل السيد سباعي إن زوبعة الفنجان التي أثيرت مؤخرا سببها أنني قلبت حجرا كما أفعل عادة، فإذا بحشرات خاملة تحته تنتفض وتثور، وهي خليط من أم الأربع والأربعين وأبو مقص وحمار الجدة… وسبب ثورتها هو أنني أقلقت خمولها الطويل وتهاونها واستطابتها الراحة والدعة . وأنت تعلم أخي الفاضل أن هذا الوطن العزيز قد ثار بقضه وقضيضه ضد الفساد ، والفساد مركب ، ومن مكوناته التهاون والاسترخاء في مختلف القطاعات . ولقد صارت الشبحية أو الشبيحة بلغة إخوننا في الشام عندنا نوعين : أشباح الباطن أو الجن ، والجن في لغة العرب كل قادر على الظهور والاختفاء بسرعة ، وأشباح الظاهر وهم أخطر ،لأنهم يستطيعون التمويه على شبحيتهم بأقنعة التظاهر دون حاجة للاختفاء . ولقد كنت في السابق أضع الأصبع على موطن من مواطن الفساد ،فيود هذا الموطن لو أخطأته سهامي ، ومع ذلك كان في ذلك الفساد بقية من حياء من خلال صمته ، حتى جاء زمن صوبت فيه السهم صوب فساد التهاون في قطاع التوجيه، فثار ثائرة بعض المتهاونين في هذا القطاع ضدي ـ وأركز على لفظة البعض ، لأن في هذا القطاع ككل قطاع فضلاء وأصحاب ضمائر ، ولولا أني أخشى أن ينال منهم المتهاونون كما فعلوا بأحدهم ظلما وجناية لذكرت أسماءهم ـ لأنني أفسدت عليهم جو الراحة والدعة والاسترخاء وأكل المال العام باطلا و سحتا. ويشهد الله أخي الكريم أني ما انطلقت من فرضيات ، وإنما انطلقت من واقع معيش، وأنا أزوال مهمة مصاحبة أطر الإدارة التربوية ، فأثار انتباهي وجود نشاط منسوب لمجال التوجيه على سبورة مرجعية لناظر دروس ، فدفعني الفضول ـ وهو خطأ قاتل أيضا ما زلت أرتكبه منذ نعومة أظافري ـ فطلبت من ناظر الدروس أن ينورنا ، ويشرح لي هذا النشاط ، فابتسم قبل أن يستعمل عبارة حبر على ورق ، وما أكثر الحبر على الورق في هذا الوطن المسكين . وعقدت لقاء تربويا بمؤسسة أخرى ، فاقترح علي رئيسها أن يكون اللقاء في فضاء تابع لمجال التوجيه ، فعاينت بأم عيني وبخالتها أيضا الغبار يعلو التجهيزات في هذا الفضاء . ودأبت بعد ذلك على مساءلة رؤساء المؤسسات عن عدد حضور أطر التوجيه فيها ، ففوجئت بشبه غياب ، فكان ذلك سببا في ظهور مقالي الأول ،وقد وجهت فيه الكلام إلى وزير التربية الوطنية الذي اختلف معه في كل شيء إلا في فضحه للغش والتهاون ، فهو محق ، ولن يمنعني الشنآن من الاعتراف بسعيه في هذا المنحى . وربما فهم كثير من فضلاء مجال التوجيه والتخطيط والمصالح المادية والمالية أنني أعمم ولا أستثني ، فغضبوا بسبب ذلك ، وقد تداركت ما أغضب الفضلاء باستثنائهم لا مجاملة ولا وجلا بل إنصافا . واستغل بعض المتهاونين من قطاع التوجيه وربما كان بعضهم أيضا من مجال التخطيط والمصالح المادية والمالية الفرصة السانحة من أجل إدارة رحى بغرض الجعجة ولا طحن. ورفعت بعد ذلك التحدي من خلال الاحتكام إلى الواقع ، وأحلت على تقارير إدارات المؤسسة التربوية اليومية التي تسجل أحداثها بانتظام ، فكنت كم يضع الملح على الجرح بسبب قوة الحجة التي لا يمكن أن يردها الادعاء أو التنطع ، ولا ينفع معها تبرير أو لف أو دوران . ولا زال هذا التحدي قائما ووددت لو تفضل الوزير بفتح تحقيق في هذا الموضوع يشمل كل المجالات بما فها المجال التربوي أيضا ليتبين من بكى ممن تباكى . وما كنت أخي سباعي أظن أن للتهاون والغش كل هؤلاء الأنصار مع ملاحظة ضرورية، وهي أن الأقنعة المستعملة في التعليقات على مقالاتي هي نفسها موضوع طعن لأن المقنع الواحد قد يجرب عدة أقنعة من أجل أن يكثر العدد ، وقد يلج التعليق من لا ناقة له ولا جمل في السجال ، وإنما يريد مجرد العبث أو يحاول أن يقتص من صفعة تلقاها من قبل في مناسبة سابقة . فإذا كان للتهاون والغش كل هؤلاء الأنصار في هذا الوطن المسكين فالله أكبر تكبير التربيع . وما أحزنني فعلا هو الخور في التصدي للتهاون والغش حتى عند بعض من لا أشك في صدق اعتراضهم عليه بسبب عقيدة غزية التي يتساوى فيها الرشد مع الغواية ، ولا شيء فيها يعلو العصبية التي أعلن رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم البراءة التامة منها . ولقد جادلت بعض من لامني على فضح التهاون والغش، فكان ردي عليهم إذا كان المرء مقتنعا بعافيته من التهاون والغش فما الذي يحمله على حشر أنفه في موضوعهما ؟ ومتى كان أهل الفضيلة يتعصبون للنقائص والدنايا ؟ وتحضرني نكة الرجل الذي كان يحلق ذقنه عند حلاق فأقبل عليه أحدهم ، وقال له : يا سيد أحمد لقد ماتت زوجتك ، فانطلق يعدو لعدة أمتار بلحية نصف حالقة ، ثم ما لبث أن توقف وهو يقول : اسمي ليس أحمد ولست متزوجا . هذا حال بعض من انتفضوا وغضبوا لأمر لا علاقة لهم به ولا ناقة ولا جمل لهم فيه . فمن لم يكن متهاونا ولا غاشا مهما كان مجال اشتغاله فأنا لا أعنيه من بعيد ولا من قريب بما كتبت . ومن حشر أنفه في موضوع إدانتي للتهاون والغش فإنه يقيم على نفسه الحجة الدامغة ، ولا يقفز إلا صاحب فز . ولعلمك أخي سباعي الفاضل أنه قد اتصل بي الزميلان الفاضلان السيدان محمد لمقدم مفتش المصالح المادية والمالية ، وأحمد بوصالح مفتش التوجيه بحضور الزميل السيد حيزون بوزيان مفتش مادة العلوم الفيزيائية في مسعى حميد من أجل وقف هذا السجال على المواقع العنكبوتية ، والذي لا يليق بقطاع التربية ، والذي يجب ألا ينشر نشر غسيل كما يقال إلا أنني استغربت منهما حملهما خبرا غريبا أضحكني عندما نقلوا إلي شرط من أغضبتهم مقالاتي ، وكان جوابا للتو وبكل تلقائية أما الفضلاء فقد كررت عدة مرات أني أربأ بهم أن يشملهم وصف التهاون والغش أو شيئا آخر مما جاء من قدح في ما كتبت ، وأما من ثبت أنه متهاون وغشاش بدليل لا يرد ، فما زالت أمه لم تعرف الوحم وهي به حامل لأقدم له الاعتذار . وليس من خلاقي أن أعتذر لذي معرة على معرته ، وخير لي أن أقبر حيا من أن أقدم الاعتذار للتهاون والغش وأنا ما تنكبت كل أنواع الانتماء إلا الانتماء لدين الإسلام سوى مخافة أن تزل الأقدام بمن أنتمي إليهم وأنا قد بعت نفسي للحق ، فلا أستطيع السكوت عنهم بمقتضى عقيدة غزية التي أمقتها أشد المقت . ولقد كنت من مؤسسي نقابة المفتشين مع المشمول بعفو الله تعالى ورحمته السيد محمد راشد ، وناضلت في صفوفها ظعنا وإقامة ، فلما صارت مطية الوصوليين تنكرت لها تنكر نوح عليه السلام لابنه ، واستغفرت الله تعالى لنضال كنت أناضله من أجل أن يركبه الوصوليون ، وهذا أيضا من الأخطاء القاتلة بتصنيف أخي الفاضل محمد سباعي . ولقد كنت أعتز بموقع وجدة سيتي أيما اعتزاز حتى صرت بابا من أبوابه على حد تعبير الأستاذ رمضان مصباح لأنه كان موقع كشف الحقائق بالنسبة لي وموقع محاربة الفساد ، فلما غلبت عقيدة غزية صاحبه ، وشطب من مقالي الذي كشفت فيه فضائح أحد أقاربه عبارات بذرائع واهية، قررت أن أهجره الهجر الجميل لأن عقيدتي تأبى علي التطبيع مع الفساد والسكوت عليه . وها هو صاحب موقع وجدة سيتي اليوم يقلب لي ظهر المجن لمجرد أنني لم أسايره في غزيته التي أفقدته المصداقية عندي وعند أهل الحق والعدل الانصاف ، ولقد وجد العزاء في فسح المجال للمتهاونين وأصحاب الغش للنيل مني ، وهو أدري بعزيمتي الفولاذية التي لا ينال منها نائل مهما كان . ولقد تركت موقعه بشرف نفس وعزتها ، وكان تركي له سبة له ولعنة ستلاحقه إلى الأبد . وأخيرا أشكر أخي الفاضل السيد محمد سباعي على تصحيح أخطائي و على تقويمه ، وأقول له سأظل كما عرفتني دائما مخطئا نفس الأخطاء حتى ألقى الذي كل حي لاق .


هناك تعليق واحد:

Antiprofbaznas يقول...

Mr chargui est un homme brave et audacieux.Il ne craint personne.Il dit la verite toute la verite rien que la verite.Il est incorruptible