كلما اعتلى عبد الله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، منصة، إلا وأثارت خطاباته ردود فعل قوية من لدن بعض الفاعلين السياسيين، الذين يصفهم ب"خصومه السياسيين"، وأحيانا ترد الداخلية بنفسها ببلاغات شديدة اللهجة، بينما يصر هو على أن "خصومه" يحورون كلامه لشن حملة مغرضة ضد حزبه. عودة إلى مسار قيادي إسلامي اكتشف السياسة مع اليسار، ومهد لخروج إخوانه من السرية إلى العلن، وتغيير مواقفهم من الملكية.
من اليسار إلى الشبيبة الإسلامية
• بالعودة إلى الوراء، ما هي في نظرك النقطة المفصلية التي جعلتك تسير في هذا المسار دون غيره، خصوصا أنك ابتدأت باليسار، وكان واردا أن تكون اليوم من أبرز الوجوه اليسارية بدل قيادة حزب إسلامي؟
- يغلب على ظني حقيقة أني لو لم ألتق بالحركة الإسلامية، لما وجدت نفسي في الحياة السياسية، بالنظر إلى التربية التي تلقيتها في الصغر والقناعات التي تولدت لدي والتي كانت مطبوعة أساسا بالثقافة والتراث الإسلاميين، والبيئة الشعبية المحافظة، وهي عوامل حالت دون أن أنتعش في كل ما له ارتباط بالشأن العام، حتى انضممت إلى الحركة الإسلامية. صحيح أنه كانت لي ارتباطات بالعمل الجمعوي والشأن الشبيبي في حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي، ولكنها كانت تجارب محدودة. ولم أشعر براحتي، إلا بعد أن اندمجت في الحركة الإسلامية سنة 1976.