فضاء إعلامي مستقل يرصد قضايا ذات صلة بالتعليم والثقافة والمجتمع ...مقالات تحليلية لأحداث متسارعة... يصدر من وجدة.
26 مارس 2010
مقالات في قضايا التربية والتعليم بالجهة الشرقية (3) مناصب محجوزة للرفاق
تصفحنا مليا مذكرة الترشح لمنصب نائب إقليمي لوزارة التربية الوطنية وحمدنا الله أولا على أن وفق المسؤولين في إيصال المذكرات إلى مؤسساتنا التعليمية النائية وهذا حق بسيط ولكنه تطلب منا سنة كاملة من الصراخ والشكوى… فكرت شخصيا في تكوين الملف وصياغة المشروع الشخصي، لكنني تذكرت أن ملفا سابقا لي اختفى في مكاتب الرفاق بالنيابة الإقليمية بجرادة بتاريخ04/07/2008 !! ثم تساءلت في نفسي: هل يمكن أن أحلم بمثل هذا المنصب في ظل منافسة غير شريفة؟ بالتأكيد هذا مستحيل، لأننا نحن مجموعة من الأطر من أصحاب الشهادات لا نتوفر على الورقة الرابحة أي اللون السياسي المطلوب حاليا والذي بسط نفوذه على كل نيابات الجهة. فقررت إذن التخلي طواعية عن هذا الحق قبل أن تهان الشهادة التي أحملها و قبل أن أجد نفسي أمام لجنة انتقاء (انتقام!) تضم من بين أعضائها خصمي السياسي القديم بجرادة، أيام تأسيس نادي الليونز في صيف سنة 2000!! المتابع في عدة ملفات بوجدة وأحد رموز الفساد في كلية الحقوق. لقد قلنا يومها لذلك المستشار الاتحادي الذي كان يحاول استقطاب أحد الأعيان لتأسيس ذلك النادي مباشرة بعد زيارة كاتب الدولة في الإسكان (القيادي الاتحادي وأحد الرموز الوطنية لهذه المنظمة) بأنهم يراهنون على الوهم والسراب. نبهناه وقتها إلى ضرورة النضال المشترك من أجل تفعيل الاتفاقية الاقتصادية لإنقاذ المدينة ، فلم يبالي لأنه كان “عبدا مأمورا”. فماذا كانت النتيجة؟ حصلت العمالة على مليار درهم فقط والمليار الثاني تبخر في العاصمة. فكانت بعض المنشآت الاجتماعية الصغيرة جدا والتي لا تسمن ولا تغني من جوع. وكان مصير شباب جرادة إما الهجرة السرية أو آبار الموت أو التجنيد في الأجهزة الأمنية. ضاعت المدينة في عهد الرفاق وبقينا نحن نتعفف من المناصب الملغومة إلى يومنا هذا. تبخرت الوعود كما تبخر مشروع الجبن الهولندي. اختاروا النفوذ واخترنا الصمود. أعربنا عن موقف مبدئي واضح وتحملنا التبعات. ورضوا بأن توظفهم السلطة لقطع الطريق أمامنا بجميع الوسائل، فلفظهم الشارع وعاقبهم في الانتخابات الموالية. إن ما يغيظهم اليوم هو أننا واقفون على ثغر صناعة التوجيه، نتمتع بقدر معتبر من المصداقية وكلمتنا مسموعة والحمد لله رغم إمكاناتنا الضعيفة. ولا زال بعض الرفاق النزهاء يحاولون فك خيوط ألغاز ما حدث وهم يتحسرون على دمار المدينة و نهب الغابة وتدمير البيئة. ماذا تريد أكاديمية الظل؟ وعلى أي أساس كان الانتقاء قبل وصول المذكرة الوزارية التي تفتح فرصة التباري في وجه كل أطر الوزارة المغاربة المؤهلين على قدم المساواة ؟ وكيف يفهم هؤلاء “المواطنة” و”الحكامة الجيدة” و”حقوق الإنسان”؟
22 مارس 2010
الاستقامة سعادة في الدنيا والآخرة
بقلم الأستاذ محمد عبيوي
اختار الحق سبحانه وتعالى الأمة الإسلامية لتكون خير امة أخرجت للناس لا لذاتها ولكن لأنها انزل عليها القران الكريم وبعث فيها سيد الخلق وإمام الأنبياء والمرسلين محمد عليه الصلاة والسلام. وهذا الاختيار يعطيها الفضل والمزية طالما هي قارئة، دارسة للقران الكريم وعاملة به وداعية إليه ومبشرة به. ولكن المتأمل المتدبر في واقع الأمة الآن يجذ فرقا شاسعا واختلافا كبيرا في المنطلقات والغايات والأهداف، بل يرى أكثر من ذلك: إفراطا وتفريطا، غلوا وجفاء.وهذا ناتج عن ابتعاد الأمة عن منهج رب العالمين، أي عن القران الكريم: وحي السماء الذي كان يجعل أتقى رجل حملته الأرض يتفصد جبينه عرقا في اليوم الشديد البرد كما أخبرت بذلك أم المؤمنين عائشة رضوان الله تعالى عليها في الحديث الذي رواه الإمام البخاري.
"وقال الرسول يأرب إن قومي اتخذوا هذا القران مهجورا". الفرقان 30
القران الكريم الذي أراده الله تعالى لنا د ستورا، جعله الكثير من أفراد الأمة خاصا للمناسبات: فقرؤوه على الأموات وفي افتتاح مناسباتهم الدينية خاصة وهجروه في باقي أوقاتهم حتى انك تجد من إتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم من إذا سألته كم مضى عليه من الوقت لم يفتح المصحف أجابك أنه لا يحصي ذلك من شدة طول المدة. وهذا ما كان يخافه النبي صلى الله عليه وسلم على أتباعه لان الاستقامة تحصل بالحضور القوي للقران الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
فما الذي جعل من أرسل رحمة للعالمين يشيب؟ تحدث المفسرون والعلماء عن بعض السور القرآنية وعلى رأسها سورة هود المكية ذات 121 آية. وقال البعض منهم أن الآية 112 هي التي فعلت فعلتها لان النبي صلى الله عليه وسلم خاف على أمته ألا تستقيم على أمر الله تعالى الذي خاطبه ب:
"فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا. إنه بما تعملون بصير. ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لاتنصرون. وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل. إن الحسنات يذهبن السيئات. ذلك ذكرى للذاكرين. واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين".
فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو المثل الأسمى في الاستقامة وخوفه الذي جعل الشيب يظهر هو ذاك المتعلق بأتباعه"ومن تاب معك". والملاحظ الآن أن كثيرا من المسلمين قد طغوا طغيانا ماديا وفسقوا عن أمر ربهم، ومنهم من ذهب بعيدا فركن إلى الذين ظلموا وقلدهم حتى في جزئيات حياتهم الخاصة :فوقع أمر الله تعالى الذي لا مرد له وهو "ثم لا تنصرون".
من هذا المنطلق وجب على الأمة الرجوع إلى الأصل والاستقامة على أمر رب العالمين، فم الاستقامة وما المقصود منها إذا؟
سئل صديق الأمة و أعظمها استقامة عن الاستقامة فقال رضي الله عنه:
· الاستقامة أن لا تشرك بالله شيئا :
كلام في منتهى البساطة، يمكن لأي كان وكيف ما كان مستواه أن يفهمه، وهذه قمة روعة فن التواصل.فالصديق رضي الله عنه يريد الاستقامة على محض التوحيد،فإن من استقام على محض التوحيد الصادق الذي دان به الصديق واستقام له توحيده على العلم الصادق بأسماء الله تعالى وصفاته وآثارها في الأنفس والآفاق،استقام في كل شأنه على الصراط المستقيم،فاستقام له كل عمل وكل حال.
فلا يعقل أن نقول لا إله إلا الله بأفواهنا وتأبى قلوبنا وأعمالنا إلا أن تقول عكس ذلك:فمن صدق في القول،صدق في العمل فهو لا يكذب ولا يفسق ولا يأخذ الرشوة ولا يتعامل بها ولا يقر المعاملات الاقتصادية الربوية ولا يحكم غير الله تعالى ولا...
فأبو بكر رضي الله تعالى عنه صدق رحلتي النبي صلى الله عليه وسلم-الإسراء والمعراج- حينما أخبره بها كفار قريش وأجابهم بذلك الجواب الكافي والشافي لما في صدور المؤمنين:إن كان قد قالها فقد صدق وأنا أصدقه على أكثر من ذلك.فكيف الآن بالكثير من أفراد الأمة لا يصدقون بعض التعاليم وإذا صدقوها أكثروا الجدال وأرادوا لأنفسهم مخارج فركنوا إلى الذين ظلموا.
ولقد سار كثير من السلف ومن الخلف على نهج أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه وعلى رأسهم مجاهد رحمة الله تعالى عليه الذي أجاب حينما سئل عن الذين استقاموا فقال:
· إستقاموا على لا إله إلا الله حتى لحقوا به :
ولا شك أن من استقام على لا إله إلا الله حتى لحق بربه، سيكون لا محالة من الذين ثبتهم الله تعالى بالقول الثابت.
ومن كان حظه كذلك فقد فاز برضا ربه ثم بالجنة: وهذا هو أمل كل عالم عامل مخلص: "يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة". إبراهيم 28
أما الفاروق رضي الله تعالى عنه فقد عرف الاستقامة بما يلي:
· الاستقامة أن تستقيم على الأمر والنهي، ولا تراوغ روغان الثعالب :
هذا تعريف الرجل الذي فرق الله تعالى به بين الحق والباطل:الفاروق عمر رضي الله تعالى عنه وأرضاه الذي لا يداهن أحدا من مخلوقات الله ولا يخاف في الله لومة لائم.فالبنسنة له،من كان يبحث عن تحقيق الاستقامة،فليدعن لأوامر رب العالمين ولنواهيه. والحقيقة هو أنك تجد من الموحدين من يراوغ روغان الثعالب:يأتي الرجل بصلاة وزكاة وصيام وحج وأعمال بر وطاعة ولكنه لا يتحرج أن يتعامل بالربا أو بالرشوة أو يتاجر في ما حرم الله جل وعلا أو... واللائحة طويلة.
كان الرعيل الأول رضوان الله عليهم كلما أنزلت آيات إلا وقالوا سمعنا وأطعنا، وكلما خاطبهم سيد الأولين والآخرين إلا واستجابوا.وكان من ثمرة هذه الاستجابة وهذا الادعان أن مكن الله لهم في الأرض وجعلهم سادة أهل الأرض، فقادوا العالم إلى أمن ورخاء وعدل ومساواة لم يشهد التاريخ لها مثيلا.
"وكان حقا علينا نصر المؤمنين" الروم 46
"إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم " محمد 8
فالنصر آت لاشك في ذلك ولكن بعد تحقيق الاستقامة وعدم المراوغة. وقد يتساءل كثير ممن استقاموا فعلا قائلين:لماذا نضل مستضعفين وفينا الصالحون المستقيمون؟ والسؤال سبق وأن طرحته أمنا عائشة رضي الله عنها على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
* أنهلك وفينا الصالحون؟ قال صلى الله عليه وسلم: نعم، إذا كثر الخبث" صدق الصادق المصدوق ورب الكعبة.
إن المتأمل في كل من التعريفين يجد أن من استقام على توحيد رب العالمين، ما وسعه إلا أن يسلم أمره كله لله تعالى ويأتمر بما أمره به سيده ومولاه وينتهي عما نهاه عنه: وهذه قمة العبودية والخضوع.
* عن سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال، قلت: " يارسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك؟" قال النبي صلى الله عليه وسلم: "قل آمنت بالله ثم استقم" رواه مسلم
فرسول الله صلى الله عليه وسلم أوتي جوامع الكلم، لذا أمر السائل أن يؤمن بالله ثم يستقم.
وفي فن التواصل الدقيق هذا تظهر بلاغة وحكمة النبي صلى الله عليه وسلم، فهو يعطي وصية كافية وشافية وموصلة إلى الأمل المنشود الذي دندن حوله الأولون ويدندن حوله المعاصرون الصالحون-الجنة- في خمس كلمات: "قل آمنت بالله ثم استقم" .
أما سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه، وهو من هو، فقد أجاب حينما سئل عن الذين استقاموا لربهم في قوله تعالى: "إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا" فقال: إستقاموا أي أخلصوا العمل لله تعالى.
تأمل معي قول ذي النورين، وهو الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن جهز ما شاء الله تعالى من جيش العسرة: "ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم". إنه من المهاجرين الأولين إلى الحبشة، ومن الذين أنفقوا من أموالهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى الدعوة إلى الله، وثالث الخلفاء الراشدين، وهو الذي رفض أن يحارب المؤمنون أصحاب الفتنة وقدم حياته حقنا لدماء المسلمين... رجل بالمعنى القرآني: "من المومنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه"، له كل الحق أن يتحدث عن الإخلاص, ما أحوج الأمة إلى الإخلاص في العمل، سواء تعلق الأمر بالعبادات أو بالمعاملات مصداقا لقول رب العالمين في سورة البينة: "وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويوتوا الزكاة وذلك دين القيمة"، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه ابن ماجة: "من فارق الدنيا على الإخلاص لله وحده، لا شريك له، وأقام الصلاة، وآتى الزكاة، فارقها والله عنه راض" الآية والحديث دليل ساطع على أن صلاح النية وإخلاص الفؤاد لله يرتفعان بمنزلة العمل الدنيوي البحت فيجعلانه عبادة متقبلة، ولكن الصلاة، وهي عماد الدين، مع الرياء تصبح جريمة يعاقب عليها صاحبها، وهذا ينطبق على كل ما نقوم به في الحياة الدنيا لأن روح الإخلاص، إذا فقدت من عمل، بات العمل صورة ميتة لا خير منها.
فتخيل معي إنسانا يهبط بقيمة جهده إلى مستوى الدابة التي تكدح طيلة اليوم نظير طعامها، فيكون عمله لقاء راتبه الشهري فقط. فلو كان عاقلا فعلا، لغالى بتفكيره ونشاطه، فيجعلهما للأجل: وهو رب العالمين. ومع الأسف، نجد في مجتمعاتنا المسلمة أناسا لا يفقهون إلا منطق المال، والترقية، والتعويضات و...ويربطون نشاطهم في العمل أو فتورهم، وكدا قوة أو ضعف الإنتاج بما يتقاضونه. فلنتدبر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان يوم القيامة جيء بالدنيا فيميز منها ما كان لله، وما كان لغير الله رمي به في نار جهنم" رواه البيهقي.
ولنعلم أن القلب المقفر من الإخلاص لا ينبت شيئا كالحجر المكسو بالتراب لا يخرج زرعا، وكذلك القشور الخادعة لا تغني عن اللباب الرديء شيئا. فما أنفس الإخلاص وما أغزر بركته لأنه يخالط القليل فينميه حتى يزن الجبال كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أخلص دينك يكفك العمل القليل" رواه البخاري
والإخلاص يسطع شعاعه في النفس، وهو أشد ما يكون تألقا في الشدائد: فتجد المخلص لربه ينسلخ من أهوائه، ويتبرأ من أخطائه، ويقف عند باب الله تعالى أوابا يرجو رحمته ويخاف عذابه. وقصة نبي الله يوسف عليه السلام غنية بهذه المعاني: إخلاصه لربه وحده لا شريك له أثمر عصمة من الزلل في ذلك الوقت الحرج الذي لا يثبت فيه إلا من عصمه المخلص له، قال تعالى: "كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء. إنه من عبادنا المخلصين". يوسف 24
أما أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقد عرف الاستقامة بأنها أداء الفرائض. ولا شك أن القصد من أداء الفرائض إتيانها كاملة دون زيادة أو نقصان: فمن زاد شيئا في دين رب العالمين فهو رد عليه كما أخبر بذلك الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى والذي على يديه أكمل الله تعالى الدين للبشرية لمن أراد أن يستقيم:" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" المائدة 4
فكل زيادة في الدين بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار عياذا بالله.
أما من نقص شيئا مما افترضه عليه ربه، فقد أصبح يشرع لنفسه الأمارة بالسوء ويتبع هواه ولا يأخذ من الدين إلا ما يناسب النفس والهوى، وهذه قمة الضلالة والفسوق عن أمر رب العالمين القائل سبحانه: "ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم.أولئك هم الفاسقون" الحشر 19. وقال جل من قائل: " وما يضلون إلا أنفسهم وما يشعرون" آل عمران 68.
سئل الحسن البصري رحمة الله عليه عن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فقال: إستقاموا على أمر الله، فعملوا بطاعته واجتنبوا معصيته: كلام جامع ومانع لا نشك في أن هذا الإمام الفذ قد عمل بمقتضى ما يقول ولا نزكي على الله أحدا. فالإنسان الذي يستقيم على أمر الله تعالى، ويعمل بطاعته ويجتنب معصيته يكون على هدى من الله.
أما شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه وهو من هو، فقد أجاب عن نفس السؤال بقوله: إستقاموا على عبوديته ومحبته، فلم يلتفتوا عنه يمنة ولا يسرة. وفعلا، لقد جسد ما يقول وما يحس به فعلا على أرض الواقع فكان سجنه خلوة، وقتله شهادة، ونفيه سياحة لان جنته كان يحملها في صدره وقلبه.
وصدق رحمه الله حينما تحدث عن العبودية الحقيقية لله رب العالمين لأن من كان عبدا خالصا لله فقد ارتقى إلى مدارج سالكي طريق الأنبياء والمرسلين. والله تعالى كلما أراد أن يرفع من قدر رسوله محمد عليه الصلاة والسلام وصفه بالعبد كما في مطلع سورتي الكهف والإسراء:
"الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا"
"سبحان الذي أسرى بعبده ليلا"
فمن كان عبدا خالصا لله رزق محبة سيده ومولاه الذي يتكرم عليه بالرضا الذي لا يبلى ولا يفنى، وهذا كان مدار الأنبياء والمرسلين والصالحين.
ولو أردت أن تجمع كل هذه الأقوال وهذه التعارف في نقط تمكنك من العمل بها من أجل حصول هذا الخلق الرفيع الذي يجمع الأخلاق كلها لوجدت مايلي:
أ) عقيدة صحيحة لا تزحزحها رياح التيارات الهدامة؛
ب) أداء للفرائض واجتهاد في النوافل من أجل سد الذرائع؛
ج) الإخلاص لله تعالى في القول والعمل؛
د) العمل بكل طاعة واجتناب كل معصية؛
ه) عبودية خالصة ومحبة لله رب العالمين :
وهكذا عاش سيد الأولين والآخرين وإمام المتقين، سيد المستقيمين، سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
فلنكن جميعا من الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا مقتدين في ذلك بإمامنا، من أرسل رحمة للعالمين، صلى الله عليه وسلم، ومقتفين آثار سلفنا الصالح رضي الله عنهم جميعا نسعد في الدنيا والآخرة:
"إن الذين قالوا ربنا الله ثم آستقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون، نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم" فصلت الآيات 29, 30, 31.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا ومولانا محمد وعلى آله وأصحابه وذرياته وأزواجه الطاهرين أمهات المؤمنين، والحمد لله رب العالمين.
19 مارس 2010
تكريم المدرس في حياته، لا بعد مماته
تعتزم إحدى الجمعيات بجرادة تنظيم حفل تأبين في حق الأستاذ محمد عزاوي الذي وافته المنية يوم 11 مارس الجاري. وإذ نشكر للسيد النائب لإقليمي الجديد حضوره يوم الجمعة في جنازة المرحوم ، فإننا نرى أن التكريم الحقيقي لرجل التعليم يجب أن يكون في حياته وليس بعد مماته. فزميلنا الأستاذ عزاوي رحمه الله كان يدرس الإنجليزية ثانوية جابر بن حيان التأهيلية بجرادة منذ أن فتحت المؤسسة أبوابها ثم أصيب بإعاقة في الحركة والمشي ، فأصبح مكلفا بتنشيط نادي المسرح وتأطير التلاميذ في إطار مسابقة الفيلم التربوي التي تنظمها الوزارة في كل سنة. هذه الإعاقة كانت تسبب له آلاما حادة بحيث لم يكن يستطيع أن ينحني لامتطاء سيارة إلا بصعوبة كبيرة وإذا سقط منه قلم في قاعة الأساتذة، يطلب من أحدنا أي يمده إليه، بل لم يكن يستطيع حتى أن ينحني لغسل رجليه... كانت حياته كلها ألم ومعاناة. وكانت أجرته الهزيلة تلتهمها حصص الترويض والعمليات الجراحية المتتالية وتكاليف التنقل إلى المستشفيات بالرباط ومصاريف الدواء والديون الأخرى، ناهيك عن مصاريف الكراء في وجدة و قوت الأسرة المكونة من أربعة أبناء. كان المرحوم مرتبا في السلم العاشر. باختصار كان حالة صحية واجتماعية معروفة لدى النيابة الإقليمية وكان أحق بالانتقال إلى وجدة من كل الحالات الأخرى. ذهب معنا يوم الثلاثاء 09 مارس مساء في سيارة أحد الزملاء وكان المطر غزيرا وكنت في المقعد الأمامي منشغلا بقطرات المطر التي تتسرب من سقف السيارة (نوع رونو5) والتي يلقبها صاحبها ب "السكن غير اللائق" ! وكنا نحاول التخفيف من معاناة المرحوم الذي كان يشكو من ألم في العمود الفقري كلما اهتزت السيارة المتواضعة بسبب الحفر الكثيرة على طول الطريق في اتجاه جرادة. كلفني ساعتها بأن أبلغ اعتذاره لزميلنا الأستاذ إدريس لكور الذي يرقد بمستشفى الفارابي منذ شهر بعد إجراء عملية جراحية. أثنى عليه كثيرا لأنه وقف بجانبه في ضائقته وسانده السنة الماضية لما سافر إلى الرباط لإجراء عملية جراحية. سألناه لماذا يعذب نفسه ولا يقدم شهادة طبية طويلة الأمد ليرتاح في بيته. فكان جوابه "واش خلاوك !!". ثم علمنا بعدها أنه توصل بمبلغ 1300 درهم في حوالته لشهر فبراير بعد ما اقتطعت الوزارة من أجرته مبلغ 2000 درهم!! وهددوه باقتطاع آخر.
وفي صباح الأربعاء جاء دوري لأخذ الزملاء على متن سيارتي وكنا أربعة ولم يكن من الممكن أن نأخذ معنا الأستاذ عزاوي رحمه الله. وجاء رفقة زملاء آخرين من نفس المؤسسة. وضع اللمسات الأخيرة للفيلم التربوي الذي أنجزه رفقة نادي المسرح بالثانوية على أمل عرضه مساء يوم الجمعة. لكن القدر لم يمهله، فوافته المنية مساء يوم الخميس في بيته بوجدة بعدما سمح لزوجته بالخروج لزيارة قريبة لها وأكد لها أنه بخير. ولما رجع ابنه من المدرسة وجد الأب جثة هامدة في فراشه. مات الأستاذ عزاوي في هذا المنزل غير اللائق فعلا ، لأن الزملاء لم يستطيعوا إدخال النعش لضيق المكان، فأخرجوا جثة المرحوم ليضعوها في النعش. نعم هكذا يموت رجل التعليم المجاهد: إما بأزمة قلبية وإما في حادثة سير رهيبة وإما نتيجة الغبن والحكرة... لقد كان الوشاة ومنعدمو الضمير ينعتونه بالموظف الشبح وبالمتهاون وبالمتملص من أعباء القسم، وهم في مكاتبهم المكيفة لايفعلون شيئا... أخدته الوزارة لحما ، ورمته عظما... حتى أفكاه الفنية لم تسلم من السرقة. انتقل الوصوليون إلى وجدة وهم أصحاء وتركوه وهو نصف مشلول يواجه متاعب التنقل اليومي من وجدة إلى جرادة... رحم الفقيد وأسكنه فسيح جنانه، لقد أخبرنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أن ألم المرض يخفف من الذنوب وأنت كنت مريضا وعانيت كثيرا وصبرت ورضيت بقدر الله.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
محمد السباعي
14 مارس 2010
قصيدة اعتذار / أحمد مطر
منقولة للفائدة للشاعر أحمد مطر
يــا رســول الله عـــذرا قالـت الدنـمـارك كـفـرا
قـد اســاءو حـيـن زادو في رصيد الكفـر فجـرا
حاكـهـا الأوباش لـيــلا و استحلوا السب جهرا
حـاولـوا النـيـل و لـكـن قـد جـنـو ذلا و خـسـرا
كـيـف للنـمـلـة تـرجــو أن تطـال النـجـم قــدرا
هل يعيب الطهـر قـذف ممـن استرضـع خـمـرا
دولـــة نصـفـهـا شـــاذ ولـقـيـط جـــاء عــهــرا
آه لـــو عـرفــوك حـقــا لاستهامـو فيـك دهــرا
سـيـرة المـخـتـار نـــور كيف لـو يـدرون سطـرا
لـو درو مـن أنـت يـومـا لاستـزادوا منـك عطـرا
قـطـرة مـنـك فـيــوض تستحق (العمر) شكرا
يـا رســول الله نـحـري دون نحرك أنـت أحـرى
أنت في الأضـلاع حـي لم تمـت و النـاس تتـرا
حبـك الـوردي يـسـري في حنايا النفـس نهـرا
أنت لـم تحتـج دفاعـي أنت فـوق النـاس ذكـرا
ســيـــد للـمـرسـلـيـن رحمة جـاءت و بشـرى
قــــــدوة لـلـعـالـمـيـن لو خبت لـم نجـن خيـرا
يــا رســول الله عـــذرا قومنـا للصمـت أسـرى
نــدد الـمـغـوار مـنـهـم يـا سـواد القـوم سكـرا
أي شـئ قــد دهـاهـم مـا لهـم يثنـون صـدرا ؟
لـم يعـد للصمـت معنـى قـد رأيـت الصمـت وزرا
ملـت الأسـيـاف غـمـدا ترتـجـي الآســاد ثـــأرا
إن حـيـيــنــا بـــهـــوان كان جوف الأرض خيـرا
يـألــم الأحـــرار ســـب لــرســول الله ظــهــرا
و يـزيــد الــجــرح أنــــا نسـكـب الآلام شـعــرا
فـمـتـى نـقــذف نــــارا تـدحـر الأوغــاد دحـــرا
يـا جمـوع الكفـر مـهـلا إن بعـد العـسـر يـسـرا
إن بعد العسر يسرا
احمد مطر
رحم الله من نقلها عني وجعلها بميزان حسناتكم
12 مارس 2010
Fantastique
Pas question d’aller chercher des histoires fantastiques chez Gautier ou Mérimée, nos élèves du Tronc Commun peuvent désormais goûter dans la presse de très belles nouvelles fantastiques à dormir debout. D'autant bien que ces charmantes histoires émanent de la réalité, de la pure réalité, non de l'effet du réel de
Le fantastique dont je parle est plus motivant pour nos jeunes étudiants puisqu'il est actuel. Il captive l'esprit des lecteurs de tout âge et de toutes les catégories sociales, d'autant plus que les personnages de ces nouvelles sont encore vivants. Mêmes les fantômes et les diables sont vivants! Ils n'ont plus besoin de se cacher! Ces événements de l'actualité nourrissent l'imagination de façon miraculeuse. Nos élèves y trouveront une matière très riche pour la production écrite. Il suffit de changer les noms des personnages et de commencer par: il était une fois à Oujda-city! La première histoire pourrait s'intituler: Zinèb la bonne, torturée par monsieur le juge et sa femme! Le héros de la deuxième histoire est un ex avocat que la mafia de la drogue (le fantôme semi visible, semi invisible) a contraint de se refugier dans son taudis dans les bois d'Oued Ennachef ! Il ne veut qu'une seule chose "la paix!!". Le héros de la troisième est un enseignant de philo, qui était victime d'une agression et qui devient, du jour au lendemain, coupable et poursuivi par la justice!!Si vous voulez la biographie des auteurs, c'est simple. Les coordonnées de Si Abdel Kader Gatra et de ses amis écrivains journalistes de l'Oriental sont publiées sur le net. Ils pourront vous raconter oralement et en direct d'autres histoires, encore plus fantastiques sur des personnages qui habitent Derb Nmal, Derb Lakrakar, Rjaf Allah, Ennajd ou même Alqods. Des histoires où se mêlent réalité et rêve, et dont les personnages sont parfois des cadres qui s'appellent Si Noureddine Sayem, Si Mimoun Moulay ou même Si Noureddine Boubker, cet homme politique qui est tombé par hasard sur sa tête et s'est fait 36 fêlures dans le crâne lors des fameuses élections municipales de l'an dernier!! En attendant la découverte des fantômes qui ont falsifié les notes de Si Tayeb Zayed dans la délégation de Berkane, et l'arrestation des démons qui ont piraté notre correspondance administrative dans la délégation de Jerada, je vous prie chers lecteurs de patienter un peu et de ne pas trop consommer de doliprane car nous vivons dans un monde à l'envers.
Mohamed ES SBAI
Sionistes en Palestine, les massacres de 1937 - 2005
11 مارس 2010
مقالات في قضايا التربية والتعليم بالجهة الشرقية (2)التحصين التربوي للمؤسسات التعليمية مسؤولية الجميع
مقالات في قضايا التربية والتعليم بالجهة الشرقية / في موضوع التواصل بين الإدارة والمواطن
بتنظيم "قوافل التواصل" للقاء المباشر مع المواطن البسيط والتعريف بمنجزات الحكومة وبمشاريعها وإكراهاتها. وفي هذا السياق جاءت محاضرة السيد والي الجهة الشرقية بجامعة محمد الأول لحث المصالح الخارجية على مزيد من التواصل مع المواطنين. لماذا كل هذا؟
لا شك أن الجميع بدأ يشعر باتساع الهوة بين المجتمع والقائمين على أمر البلاد في جميع المستويات. الشيء الذي يذكي شعور التوجس والاتهام وانعدام الثقة في كل مؤسسات الدولة. ويكرس العزوف عن أي عمل سياسي أو اجتماعي.
بعض المسؤولين يكثرون الكلام والندوات الصحفية ويوزعون معطيات ورقية حول منجزاتهم، لكنهم لا يتواصلون أبدا. ذلك أن كلمة "تواصل" تتضمن كذلك معاني الإنصات والتفاعل الإيجابي مع المواطن وممثليه من نقابات ومجتمع مدني وصحافة.
والتواصل يختلف عن الكلام الذي يكون خطابا من مرسل واحد. بل أكثر من هذا ، لا حظنا مؤخرا هجوما من بعض المسؤولين على الصحافة المحلية واتهامات لها بالنظرة السوداوية والعدمية وتضخيم السلبيات والزلات والعورات و"تسفيه جهود الحكومة".
وفي نفس الوقت يعتبرون أنفسهم فوق كل محاسبة وكأن الإدارة العمومية ملك لهم ورثوها عن آبائهم. إن ضعف التواصل ينطبق كذلك على قطاع التعليم، فحسب استطلاع منشور على موقع "تربية" التابع لمشروع ألف بوزارة التربية الوطنية، فإن 20 % فقط يظنون أنهم على اطلاع بكل المستجدات والقضايا التربوية والتعليمية أي في تواصل جيد مع الوزارة المعنية.
ضعف الإنصات للشركاء يتجلى كذلك في المبادرات الانفرادية للمصالح المركزية وإصدار قرارات تأتي دائما بنتائج عكسية (الزيادة في الأجور، المخطط الاستعجالي، إعادة فتح مركز تكوين المفتشين، شبكة تنقيط المدرسين، توقيت الامتحان التجريبي....).
وهنا تحضرني قصة شخصية مع إدارة الأكاديمية ترجع إلى سنة 2004 : طلبت لقاءا مع السيد مدير الأكاديمية بعد ملء بطاقة الزيارة وطلب مني كاتبه الخاص الانتظار. انتظرت قرابة ساعة من الزمان وأنا أعتقد أنه في اجتماع هام، لكنه خرج لوحده يتأبط ملفا، فهمس في أذن كاتبه الخاص بكلمات ثم غادر مقر الأكاديمية.
اقتربت من الكاتب الخاص لأسمع منه الرد على طلب الزيارة، فأخبرني أن المسؤول يطلب مني احترام السلم الإداري، فأجبته بعفوية: لماذا لم يستقبلني لمدة 5 دقائق ويقول لي هذا الكلام بنفسه؟
ثم أضاف هذا الموظف الذي ينتمي إلى سلك الابتدائي (مع احترامي للجميع) جملة لا زالت محفورة في ذاكرتي وهي: يا أستاذ، المبرزون عندنا بالعرام!! انسحبت من هذه الإدارة التي يسيرها أشخاص لا يميزون بين الأساتذة والبطاطس، وأنا أحمل شعورا بالغربة والمهانة في إدارتي مستهجنا هذه الممارسة البائدة في العمل الإداري. ولمست المفارقة بين وتيرة الندوات الصحفية (التواصل الظاهر) والتدبير الحقيقي (الحزبي والكولسي). ومنذ 5 سنوات وأنا أحترم السلم الإداري كما قيل لي . التحقت بمؤسستي بحاسي بلال وراسلت الإدارة فكان جوابها دائما: "يؤسفني...".
لكن إدارتي لم تحترم السلم الإداري وهو وسيلة أخرى للتواصل من خلال المراسلات الإدارية والمذكرات الوزارية والنيابية. فالعديد من المذكرات التي تهمني لم تصل إلى مؤسستي عن طريق هذا السلم الإداري المفترى عليه كما أن بعض مراسلاتي لم تصل إلى الأكاديمية ، حتى أن رجال التعليم بنيابة بوعرفة يطعنون اليوم في الحركة الجهوية لتدبير الملفات الاجتماعية والصحية لأن المذكرة لم تصلهم وبالتالي تم إقصاؤهم.
أصبحت الحواجز سميكة بيني وبين إدارتي ولم يبق أمامي إلا القضاء الإداري الذي يعني مزيدا من التشويه لسمعة مدينتي ومزيدا من الانحدار لبلدي في سلم التنمية العالمي. فضلت الصبر في انتظار إصلاح أعطاب السلم الإداري.
أما المسلك الثاني للدفاع عن حقوقي فهو تأسيس نقابة جديدة للمبرزين وتنظيم وقفات وإصدار بيانات وتوقيع عرائض والدخول في مفاوضات وخوض معارك وهذا يعني مزيدا من الهذر في الوقت وفي الطاقة عوض استثمار ذلك في البحث العلمي والانخراط الفاعل في التكوين والتأطير والإسهام في الرفع من جودة التعليم الذي يتغنى بها الجميع. اكتشفت بعد 5 سنوات أن القضية مطبوخة منذ البداية وشممت رائحة السياسة النتنة، وبدا لي أن من وصل بالمذكرة يغربل في لجنة الانتقاء الموالية لحزب المسؤول.
هذا مثال واحد فقط لتعثر عملية التواصل الجاد بين الرئيس والمرؤوس ولا شك أن الإدارة المغربية كلها تعاني من هذه الممارسات تجاه المواطن الذي يرى أن الآخرين يحصلون على امتيازات ويقضون مصالحهم بمكالمة هاتفية واحدة من منازلهم أو بفضل معارفهم ووساطة حزبهم أو قبيلتهم .
المواطن الذي ليس له سند في المصالح الإدارية جهويا ومركزيا يستعمل السلم الإداري المعطوب والمتعب وأصحاب السند (الأكتاف كما يقول عامة الناس) يركبون المصعد الكهربائي السريع والمريح. فكم من قوافل للتواصل يحتاج المواطن ليقتنع أن "التواصل" ممارسة وسلوك قبل أن يكون خطابا وشعارا؟
محمد السباعي/ مبرز في الفرنسية
A mon ami l'homosexuel
Qui est Abdallah Taia?
Originaire de Salé, où il est né en 1973, Abdellah Taïa a grandi dans un quartier populaire entre Salé et Rabat où son père est employé dans une bibliothèque, mais sa mère M'Barka, ne sait ni lire ni écrire. Abdellah Taïa se revendique gay (homosexuel) et le déclare là où il débarque. Il vit en France depuis 1999. Il écrit en français. Il a été invité par 2M puis par la revue Telquel à laquelle il révèle son exploit: "je suis le premier écrivain marocain homosexuel"! Dans ses livres à caractère autobiographique, il parle ouvertement de son homosexualité passive, de ses chutes, et même de son rapport incestueux avec son grand frère!! Il a été choisi par cette revue parmi les 50 qui feront le Maroc de demain!!
"Lettres à un jeune marocain"!
Abdallah Taïa écrit un livre qu'il intitule "Lettres à un jeune marocain". C'est un recueil de lettres écrites par des intellectuels marocains vivant en France et qui tendent de prodiguer des conseils et des orientations à la jeunesse marocaine. Or, l'auteur sait très bien que les jeunes marocains ne liront pas ses lettres. D'abord la plupart sont très faibles en français; ensuite, l'homosexuel dans l'imaginaire collectif des marocains est un être malade qui doit d'abord se faire soigner. Il faudrait être fou pour croire qu'il peut rêver un jour représenter la jeunesse marocaine ou parler en son nom. Donc, le lectorat visé par l'auteur et ses Mécènes est d'abord le peuple français, qui s'imagine les marocains comme une bande de frustrés et de charmeurs de serpents à Jamae Lafna!!
Le jeune marocain comprend les lettres des vrais intellectuels qui lui parlent sa langue, qui lui apprennent le sens de la vraie liberté, qui lui donnent l'exemple de la résistance contre l'injustice sociale, contre l'analphabétisme, contre le chômage et contre le sous développement. Le changement ne vient jamais de l'extérieur du pays mon ami. Tu as beau essayer de plaire à cet Occident en insultant ton pays et en fustigeant ses traditions "sclérosées", tu resteras toujours un "beur", un importun; même leurs associations gays ne voudront pas de toi! Tu te réfugies en Europe pour injurier ton pays d'origine et renier ton identité nationale. Non seulement tu acceptes de servir l'agenda du nouveau colonialisme, mais tu te prends pour le libérateur de tous les jeunes marocains!
Le nouveau libérateur de la jeunesse marocaine!!
Dans une vidéo enregistrée le dimanche 20 décembre 2009 à Paris, et publiée sur You Tube, l'écrivain marocain Abdellah Taïa répond, dit-on, aux questions des étudiants de l’Institut des Hautes Etudes de Management de Rabat. Il affirme ceci:
"Nous devons initier le changement au Maroc… Ce changement ne vient pas de nos parents, du pouvoir mais de nous", "la bénédiction de ma mère ne m'intéresse pas",
"il faut avoir l'audace de s'élancer", " il faut remettre en question même l'Islam"
"il faut sauver la jeunesse marocaine", "je comprends le désespoir où vivent les jeunes marocains", "l'éducation qu'on reçoit ne nous aide pas à être nous-mêmes"
"il faut couper avec ces traditions sclérosantes qui sont, soi-disant, notre identité", "il faut oser poser des questions aux intellectuels qui dorment, qui ne font pas leur rôle".
Il affirme ceci dans une autre interview: "on a attendu la mort de Hassan II… on attend toujours…on est tombé dans la malédiction de l'islamisme…on est entre deux feux…". Quant à son rapport avec l'Islam, il fait des déclarations ambigües comme :"je suis musulman même si je ne le souhaite pas…je suis dans une réinvention de cette religion". Alors, je me permets de poser cette question à Si Taïa: En donnant plus de liberté aux homosexuels, est –ce qu'on va changer vraiment la société marocaine? Est-ce qu'on va la moderniser du jour au lendemain? Est-ce une priorité? Je me demande de quel changement tu parles?
Au-delà de l'homosexualité
Je l'ai déjà dit dans un article adressé à Bargachi, le président de Kif-Kif. Au Maroc, il y quand même un espace assez large de liberté d'expression. Nous ne vivons pas dans "la peur, la honte et le jugement", comme le dit Taïa à Telquel. Seulement, il y a des lois à respecter comme dans tous les autres pays. Le code pénal punit l'homosexualité publique de 6 mois jusqu'à 3 ans de prison, mais les autorités sont très clémentes à ce sujet. Les libertés individuelles intimes sont garanties à tout le monde. Le danger, c'est l'instrumentalisation politique de la question de l'homosexualité, en vue d'affaiblir notre pays et de saper les fondements de son identité nationale. N'as-tu pas remarqué cette phrase de Telquel au début de ton interview: "Abdallah Taïa est le produit de la politique de l'arabisation"?? Comme si tous les malheurs du Maroc étaient causés par la langue arabe! Personne chez nous n'ignore qui est derrière Telquel et Nichane! Tu deviens une arme qu'ils utilisent pour attaquer notre langue nationale. Un peuple libre est d'abord un peuple qui parle sa propre langue mon ami. N'as-tu pas remarqué la question de cette autre journaliste française de Tropismes: "Ta mère t’a tiré des griffes de l'islamisme?". Tu ne t'es pas demandé pourquoi Pierre Bergé a distribué 20 000 exemplaires de ton livre avec des numéros de Telquel et Nichane? Pierre Bergé, cet ami d'Israël est l'un des défenseurs de l'homosexualité en France avec son ami le franc-maçon Delanoë. Tu crois qu'on te fait de la charité? Tu penses qu'on t'aide pour tes beaux yeux? Je me contente de ces indices pour te montrer que vous êtes utilisés comme instruments contre l'Islam et la langue arabe. L'homosexualité n'a jamais été un problème pour les jeunes du Maroc. C'est une peste qu'on cherche à importer chez nous en vous utilisant. La liberté individuelle n'est donc que l'arbre qui cache la forêt.
Un dernier mot
Relève-toi de ta chute mon ami, redeviens un homme, un être humain qui se distingue de la bête par sa raison et ses valeurs morales. Je comprends ta revanche contre la société marocaine, contre l'injustice sociale, contre les viols que tu as subis… Des médecins spécialistes ont affirmé qu'il est possible pour un homosexuel de revenir à sa nature! Libère-toi de ta soumission à l'homme blanc qui te fascine par ses caméras et ses chaines de télévision. Le jeune marocain est soumis comme tu le dis, mais il ne plie jamais l'échine à la mafia politique, aux bâtards qui pillent les richesses du pays et humilient le citoyen. Le jeune marocain résiste, il ne s'enfuit pas de la bataille. Il veut se libérer par l'Islam, pas de l'Islam comme tu le dis. La soumission à Allah est une libération de tout autre esclavage, surtout celui de son amour-propre et de ses désirs pervers. C'est bien de s'imposer en France comme écrivain, mais pas en affichant à chaque fois son identité homosexuelle. Tu as devant toi le modèle de Senghor, de Kourouma et d'Abdellatif Laâbi. Même si je n'apprécie pas parfois leurs idées, je les admire comme de vrais intellectuels qui se sont imposés en France par leur talent littéraire. Crois-moi mon ami, le changement ne vient pas par vos scandales ou en flattant l'orgueil de l'Autre. Nos jeunes ont besoin de ta plume, si elle embrasse leurs vrais problèmes, si elle dénonce le viol de la démocratie, si elle produit une belle littérature raffinée et constructive, non des écrits dégoutants sur les rapports sexuels contre nature. Sans rancune.
Mohamed ES SBAI